تظاهرة في كييف وشاهد يؤكد أن المخابرات الأوكرانية خطفت أبو سيسي

نسخة للطباعة2011.04.14

"اليوم فلسطينيون، وغدا أوكرانيون"، "عار على الوزارة، عار على المخابرات"، بهذه الكلمات هتف صباح يوم الأمس عشرات الحقوقيين وبعض من أبناء الجالية الفلسطينية أمام مبنى وزارة الخارجية الأوكرانية في العاصمة كييف، مطالبين بالحرية والعودة للمهندس الفلسطيني ضرار أبو سيسي.

وكان أبو سيسي قد اختطف في 19 شباط/فبراير الماضي من قطار متوجه من مدينة خاركوف شرق أوكرانيا إلى لعاصمة كييف وسطها، ليتبين لاحقا أنه موجود في أحد السجون الإسرائيلية، وأن الموساد وراء عملية الاختطاف.

وقد حمل المتظاهرون صورا لأبو سيسي، وشعارات نددت بممارسات إسرائيل "الإمبريالية"، ورددوا هتافات ضد كل من الوزارة وجهاز المخابرات، معتبرين أنهما أساءا لصورة وحجم أوكرانيا الدولي.

وفي حديث مع الرائد قال سيرهي كيريتشوك ممثل معهد "الديمقراطية الجديدة" الذي نظم التظاهرة: "نحن نطالب بعودة أبو سيسي إلى أوكرانيا التي قدم إليها بشكل قانوني، واختطف منها على عكس ذلك، وهذه أول تظاهرة نقيمها في هذا الإطار".

وأضاف: "طالبنا اعتراف الخارجية بفلسطين كدولة، لأننا نعلم أن عدم الاعتراف الدولي بها كذلك هو أساس المشكلة"، في إشارة منه إلى ضعف الموقف والثقل الرسمي الفلسطيني على ما يبدو إزاء قضية الاختطاف.

العملية أوكرانية

ورغم إعلان إسرائيل أن العملية عملية "كوماندوز" نفذها الموساد، وتأكيد جهاز المخابرات الأوكراني أنه لم يشارك الموساد في عملية الاختطاف، وأن ذلك يخالف القانون، إلا أن ظهور شاهد عيان رأى العملية أعاد أصابع الاتهام بقوة إلى الجهاز.

الشاهد أندريه ماكارينكو هو منسق المشاريع في فرع مؤسسة "هينريش بول"الحقوقية الألمانية في أوكرانيا،رافق أبو سيسي في رحلة اختطافه، وفي ذات المقصورة، وبعد تناقل وسائل الإعلام خبر الاختطاف خرج ليؤكد أن ثلاثة أشخاص أوكرانيين دخلوا المقصورة، وأخذوا ضرار منها.

وعبر اتصال هاتفي قال للرائد إن شخصين بلباس مدني أيقظا ضرارا من نومه في القطار، ثم طالبوه (باللغة الروسية) بتسليم أوراقه الثبوتية واللحاق بهما، فالتزم وكان يظهر عليه التفاجئ والخوف، حتى أنه كاد أن يخرج حافيا.

وقال إن شخصا ثالثا بلباس مدني دخل بعد خروج ضرار للسؤال عن حاجياته، ففتش سترته وحقيبته ثم أخذها جميعها، وعندما سأله (ماكارينكو) عن السبب وعن الجهة التي يمثلونها قال إن كل الأمور على مايرام، وأنه من جهاز المخابرات، وأظهر بطاقته التي تثبت أنه عنصر مخابرات أوكراني، بعد طلب ماكارينكو ذلك.

وأضاف ماكارينكو إنه لا يزال يحتفظ بتذكرة تلك الرحلة، حيث كان سريره تحت سرير ضرار، وأنه لم يتذكر اسم الشخص الثالث، لأنه ظن أن القضية تتعلق بجرم، لا بعملية اختطاف، وظلمة الليل حالت دون ذلك أيضا.

ضرار مقابل شاليط

ومن ناحية أخرى قالت الأوكرانية فيرونيكا أبو سيسي زوجة ضرار للرائد إن القناة العاشرة الإسرائيلية اتصلت بها قبل أيام أثناء استضافتها والد الجندي الإسرائيلي المختطف في قطاع غزة جلعاد شاليط، وتحدثت معه.

وقالت إن والد شاليط أكد لها أن زوجها سيبقى محتجزا في إسرائيل مادام ابنه أسيرا لدى حركة "حماس"، مستغربة منه هذا التأكيد، وأن عليها الضغط على الحركة لتحرير ابنه مقابل إطلاق زوجها.

لكنها بالمقابل قالت له إنها حزينة لغياب زوجها كما هو حزين لغياب ابنه، وإنها ليست على علاقة مع الحركة أو أي جهة فلسطينية أخرى للضغط عليها، وإذا كان زوجها فلسطينيا فهذا لا يعني أن يتحمل مسؤولية ما قام به غيره.

وفي سياق آخر قالت فيرونيكا إن السلطات الإسرائيلية أخرجت زوجها يوم الأحد الماضي من زنزانة انفرادية احتجز فيها إلى زنزانة أخرى تسبق توجيه الاتهامات، لكنه أعيد إلى الأولى يوم الأمس، وهو في حالة صحة سيئة.

الرائد + الجزيرة

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

التعليقات:

(التعليقات تعبر عن آراء كاتبيها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس")

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022