تعرض تتار القرم في عهد جوزيف ستالين للتهجير القسري من موطنهم الأصلي إلى آسيا الوسطى لاتهامهم بالخيانة والتعاون مع ألمانيا النازية، وظلوا هناك لعقود من الزمن. ولهذا السبب ما زال قسم كبير منهم ينظرون لموسكو بنظرة عدائية
وبررت باكلونسكيا هذه الدعوة بوجود معلومات تؤكد وجود علاقة بين المجلس وبين منظمات تعتبرها روسيا "إرهابية" مثل " الذئاب الرمادية" و"حزب التحرير الإسلامي".
ومجلس تتار القرم هي الذراع التنفيذية للبرلمان الذي يمثل تتار القرم "كورولتايا". وبعد قرار موسكو ضم القرم أعلن عدد من أعضاء المجلس رفضهم الخضوع للسيادة الروسية، وقرروا الانتقال إلى أوكرانيا.
محور صراع
وقال رئيس جالية تتار القرم بموسكو مصطفى مختريموف إن المبررات التي ساقتها السلطات لاتخاذ قرار حظر أنشطة مجلس تتارا القرم "غير مقبولة" ذلك أن تتار القرم لم تسجل عليهم أي مؤشرات للجنوح نحو "التطرف" ولم يقوموا بأية نشاطات في هذا الاتجاه، وأنهم كانوا دوما يلجؤون للأساليب السلمية لنيل حقوقهم، وقد أبدوا استعدادهم للحوار والتفاهم مع السلطات ضمن الأطر الرسمية المعتمدة.
وأوضح مختريموف -في حديثه للجزيرة نت- أن المجلس أداة تنفيذية لمؤسسة منتخبة شعبيا، ولا تملك أي سلطة حله، وبالذات في الظروف الراهنة. واعتبر أن الظروف الإقليمية جعلت من تتار القرم أحد محاور الصراع الروسي الأوكراني، وهم يدفعون ثمن حالة العداء بين موسكو وتركيا التي يمتلكون معها "علاقات قديمة وقوية" بحكم الجوار.
وأضاف "نحن مواطنون أصليون ولنا حقوق نطالب بها، ولن نستسلم لهذا القرار التعسفي، وسوف نذهب في البداية إلى المحكمة العليا الروسية وإذا لم تنصفنا فسنتوجه إلى محكمة العدل الدولية أو المحكمة الأوروبية، وسنفعل كل ما باستطاعتنا بالطرق السلمية لإعادة فتح مؤسساتنا".
وتحدث مختريموف عن حملات الاعتقال التي تمس شباب التتار الذين ينظمون مظاهرات سلمية رافضة لضم القرم لروسيا، وتُلفق لهم تهم بالانتماء لمنظمات محظورة، هذا بالإضافة لقرارات غلق عدد من الهيئات والمنظمات الاجتماعية الخيرية والإنسانية، وهي ممارسات تعيد إلى الأذهان الاضطهاد الذي تعرض له التتار في حقبة ستالين.
حقائق وأدلة:
من جانب آخر، أعرب الإعلامي التتري المقرب من الكرملين رستام أريفغانوف عن تأييده لقرار المحكمة الروسية معتبرا أنه بُني على حقائق وأدلة تؤكد وجود علاقة ما بين المجلس وبين منظمات محظورة مثل "الذئاب الرمادية التركية" و"حزب التحرير الإسلامي".
وأوضح أريفغانوف أن المجلس انقسم على نفسه لفصيلين أحدهما بقى في القرم ونال الجنسية الروسية، والثاني فضل الانتقال إلى أوكرانيا، وبذلك فقد المجلس نصابه القانوني.
وأشار إلى أن أعضاء القسم الذي انتقل إلى أوكرانيا ساهموا ودعموا التضييق على القرم بقطع الكهرباء ومنع وصول المواد الغذائية وغيرها من الضرورات، وفي المقابل من بقي في الجزيرة لم يدينوا حصار شبه الجزيرة و"هو موقف فيه شيء من التطرف".
وقال أريفغانوف إنه لا يمكن اتخاذ موقف عدائي من السلطات الروسية بناء على وقائع تاريخية قديمة لا ذنب للسلطات الحالية فيها "فمن هجّر التتار هو ستالين وليس بوتين، كما أن الكرملين وجه الكثير من إشارات حسن النوايا تجاه التتار".
وعدد ما قدمته السلطات الروسية الجديدة من تسهيلات لتتار القرم فور استلامهم السلطة، من أبرزها افتتاح قناة تلفزيونية باللغة التترية لأول مرة، وتوزيع آلاف الكتب المترجمة إلى التترية، وتخصيص ساعتين لتدريس اللغة بالمدارس.
وتحدث الإعلامي التتري القريب من موسكو عن وجود خطة يجري العمل عليها لاعتماد التترية لغة رسمية ثانية بالقرم، إضافة إلى وجود تمثيل عدد لا بأس به من المناصب المخصصة لتتار القرم كنواب ووزراء في شبه الجزيرة، كما تم تشييد مسجد كبير في موقع حيوي.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022