بوتين "يعترف ويرفض" ضلوع روسيا في أزمة شرق أوكرانيا

الوضع في أوكرانيا كان ضمن أهم المحاور التي أثارها الرئيس الروسي فلادمير بوتين في المؤتمر السنوي الذي عقده أمس، ولأول مرة يعترف الرجل الأول في روسيا بوجود روس على الأراضي الأوكرانية يؤدون ما وصفها "مهام عسكرية معينة"، نافيا في نفس الوقت وجود عسكريين نظاميين من الجيش الروسي في أوكرانيا.

وأكد بوتين أن موسكو مهتمة بإنهاء الأزمة الأوكرانية والتوصل إلى تسوية في أسرع وقت، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المطلوب من أجل إنجاح عملية التسوية في أوكرانيا يجب إقامة حوار صريح ونزيه بين الطرفين المتصارعين وبين كييف وموسكو.

ولفت إلى أن بلاده لا تعتزم فرض عقوبات على كييف، ولا تفكر بوقف إمدادها الغاز. لكنه دافع عن انسحاب روسيا من اتفاقات تجارية مع أوكرانيا، محملاً إياها المسؤولية، بسبب انسحابها من نظام التجارة الحرة في رابطة الدول المستقلة، والذي اعتبر انه "سيؤثر سلباً في الوضع الاقتصادي الأوكراني".

وأشار إلى أن قادة الاتحاد الأوروبي طلبوا من روسيا "عدم إبعاد أوكرانيا عن منطقة التجارة الحرة، وعدم حرمانها من الأفضليات التجارية مع روسيا"، مستدركاً أن موسكو "اضطرت إلى اتخاذ قرار، بعدما فشلت جهودها في عقد لقاء ثلاثي مع الأوروبيين والأوكرانيين".

وأعلن بوتين تأييده جهوداً لإجراء تبادل لأسرى بين كييف والانفصاليين الموالين لموسكو في أقاليم الشرق، مشدداً على أن أي تبادل يجب أن يتم وفق مبدأ "الجميع مقابل الجميع"، لا في شكل انتقائي، مؤيداً بذلك فكرة الرئيس الأوكراني بيـــترو بوروشينكو، وأضاف: "لدينا خلافات كثيرة مع القيادة الأوكرانية، ولكن، هنا لدينا موقف مشترك".

الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ رأى في كلام بوتين اعتراف "بوجود عسكري روسي في الجزء المحتل من شرق أوكرانيا"، بحسب ما قال بوروشينكو خلال مؤتمر صحافي في مقر الحلف في بروكسل.

من جانبه، أكد ستولتنبرغ إلى جانب بوروشينكو "لطالما رددنا على جميع الصعد أن روسيا حاضرة بأفرادها العسكريين في شرق أوكرانيا، وهناك مصادر عدة تقول ذلك".

وتابع "واليوم، أكد الرئيس بوتين ذلك فعلا"، مضيفا "لقد أعلن أن لدى روسيا أفرادا في شرق أوكرانيا، وأن هؤلاء يمارسون أنشطة عسكرية. هؤلاء نسميهم عادة جنودا".

واعتبر الأمين العام للأطلسي أن "هذا يؤكد مرة أخرى على المسؤولية المباشرة لروسيا عندما يتعلق الأمر بالتنفيذ الكامل لاتفاقيات مينسك" التي ترمي إلى إنهاء النزاع الذي أودى بحياة أكثر من تسعة آلاف شخص منذ اندلاعه في نيسان/أبريل العام 2014.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)