تنظر ألمانيا إلى الحرب التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا باعتبارها منافسة اقتصادية غير شرعية ضدها، هكذا قرأ "فاديم كاراسيف" الباحث السياسي الأوكراني ومدير معهد الاستراتيجيات العالمية في أوكرانيا التطورات الأخيرة المتعلقة بالسعي الأمريكي لفرض عقوبات جديدة ضد روسيا.
المقال المنشور على موقع مجلة كوريسبوندنت الأوكرانية بتاريخ 19 أبريل 2018، والذي قامت بترجمته إلى اللغة العربية وكالة "أوكرانيا برس" يشير إلى التعاون الاقتصادي بين روسيا وألمانيا والذي يبدو مستقر تماما باعتبار أنه تشكل منذ حقبة السياسة الشرقية تحت إمرة المستشار "فيلي برانت" وهذا يرجع إلى حد كبير إلى التعاون في مجال الطاقة بين البلدين.
العقوبات الاقتصادية الامريكية ضد روسيا، وخاصة في قطاع النفط والغاز ترجع في الأساس إلى حقيقة أن رجال الأعمال الأميركيين الذين يدعمون إدارة الرئيس ترامب يحاولون إعادة تكوين السوق الاقتصادية في أوروبا من خلال اتجاه البلدان الأوروبية إلى استهلاك الغاز الأمريكي المسال بدل الروسي، على الرغم من أنه في الوقت الحالي يعتبر الغاز الأمريكي المسال أغلى بكثير من نظيره الروسي، ولذلك تحاول واشنطن الضغط بكل السبل على سوق الغاز الاوروبية في سبيل التخلي تدريجيا عن الغاز الروسي.
فرصة إعادة تشكيل سوق استهلاك الغاز في أوروبا سيجعل بولندا واحدة من المحاور الرئيسية للغاز الطبيعي الأمريكي المسال، في حين أن ألمانيا بصدد الاستفادة من بناء خط الغاز "نورث ستريم 2" لتصبح أكبر مركز للغاز في أوروبا، حيث تستلم الغاز الروسي و من هناك تقوم بتوزيعه على دول أخرى.
ولهذا الامر يرى الكاتب أن العقوبات الأمريكية ستضرب في هذه الحالة ليس فقط روسيا، ولكن أيضا رجال الأعمال الألمان المتعاونين مع شركة غازبروم وشركات النفط والغاز الروسية الأخرى، وبطبيعة الحال هؤلاء سيتحملون بما فيه الكفاية من الخسائر الاقتصادية الخطير إذا أضرت العقوبات بشكل خطير بقطاع النفط والغاز الروسي.
ومن هذا المنطلق يرى الكاتب أنه ليس من قبيل الصدفة بل من الضروري أن يطمئن على الفور الأوكرانيين وأن المشكلة هنا ليست بان الغرب قد تعب من أوكرانيا بل المشكلة في سياق أوسع والمخاوف الاقتصادية، قبل كل شيء هي التي تدفع التعاون في مجال الطاقة بين روسيا وألمانيا.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الإعلام المحلي
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022