أوليكساندر تشوماكوف مواطن أوكراني من مدينة سيفاستوبل، يعمل ملاحا بحريا، وهو ضمن قائمة "فخر أوكرانيا" لعام 2012 الماضي.
على جسم تشوماكون أنداب ستظل تذكره بما حدث، فقبل عامين كانت سفينة "بولونيا" الألمانية تمر على سواحل نيجيريا وهي تنقل سلاسل مرساة لحافرات آبار النفط، عندما هجم عليها القراصنة مطلقين النار عشوائيا؛ فاستولوا على السفينة معطلين أدوات الاتصال والملاحة، ثم ضربوا أفراد الطاقم وأمروهم بالقفز في قواربهم، مصوبين أسلحتهم إليهم.
علم تشوماكوف – وكان المساعد الثاني للقبطان – أن القفز من السفينة كان أمرا خطيرا، إذ أنه كان من المحتمل أن تجر المياه الملاحين إلى مراوح محركات السفينة، فضغط على الزر المسؤول على نزل المرساة مخاطرا بحياته، ومنقذا حياة أفراد الطاقم، ومانعا القراصنة من الاستيلاء على السفينة.
ألقى القراصنة القبض على تشوماكوف، وضربوه شربا مبرحا بسبب ما فعل، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة هددت حياته، ثم تركوه على السفينة لوحده، زاعمين أنه لقي حتفه، وأخذوا معهم الآخرين.
إلا أن الرجل لم يستسلم، فصلح معدات الاتصال واتصل بالشركة المالكة للسفينة، وبعد أن حصل على الموافقة منها وجهها بصعوبة إلى الميناء بدون أدوات الملاحة المعطلة وبدون مساعدة المرشد البحري، مع أن قيادة السفينة تحتاج إلى 9 أشخاص على الأقل.
وللبقاء على قيد الحياة كان تشوماكوف يتعاطى المضادات الحيوية، ويشرب الماء مع العسل، متحركا على السفينة بواسطة اليدين، إذ أنه لم يعد يقدر على استخدام رجله المصابة برصاصة أحد القراصنة.
خضع أوليكساندر لعملية جراحية صعبة. استخرج الجراح الرصاصة ولكن - كما اكتشف فيما بعد – دخلت الكثير من الجراثيم في الجرح، ما جعل المريض يخضع لدورة طويلة من العلاج في مدينة هامبورغ.
شفي تشوماكوف، ولكن بقيت في رجله شظايا لا يمكن استخراجها، بحسب نصائح الأطباء.
ورغم ما حصل، لم يترك أوليكساندر تشوماكوف عمله المحبوب، فهو فيتبوأ حاليا منصب المساعد الأول للقبطان في إحدى الشركات الكندية، ولا يزال يبحر...
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022