أكدت وزارة الخارجية الأوكرانية قبل يومين أن ثوار ليبيا يحتجزون 23 أوكرانيا بتهمة القتال لصالح الزعيم المخلوع معمر القذافي كقناصة ضدهم، وهي تهمة نفتها أوكرانيا مؤكدة أن رعاياها مدنيون ويعملون في منشآت نفطية.
وقال المتحدث باسم الوزارة أوليه فولوشين إنه نظرا إلى انتهاء العمليات العسكرية في العاصمة طرابلس فإن لدى السلطات الجديدة شكوكا تجاه جميع الأجانب الذين ما زالوا فيها، وهي تحتجز مواطنين أجانب من عدة دول.
وأكد فولوشين أنه لا يوجد أي خطر على حياة الأوكرانيين وصحتهم، وأن الدبلوماسيين الأوكرانيين سيبذلون ما بوسعهم لإطلاق سراحهم.
وقد نقلت وكالة أسوشتيد برس عن أحد المحتجزين قوله: "كيف يمكننا أن نعمل كقناصة، وفي صفوفنا نساء ومسنون؟".
وفي سياق متصل نفى السفير الليبي فيصل الشاعري أي علم للسفارة بأن من تم احتجازهم عملوا في ليبيا كمرتزقة، مشيرا إلى أن التحقيقات ستكشف أمرهم.
وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت في بيان لها قبل أيام أن أوكرانيا تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي بصفته الممثل الوحيد للشعب والسلطة الفعلية في ليبيا، طالبة من المجلس ضمان أمن المواطنين الأوكرانيين على الأراضي الليبية، بما في ذلك حماية أفراد البعثة الدبلوماسية الأوكرانية في ليبيا.
موقف محرج
إلا أن موقف أوكرانيا بدا محرجا بالرغم من تأكيدات ونفي خارجيتها، وخاصة مع نقل وسائل الإعلام معلومات عن الثوار تفيد بأنه عثر لدى الأوكرانيين المحتجزين على بزات وبطاقات عسكرية وطلقات، وأنهم وصلوا الأراضي الليبية عبر التونسية في خضم المعارك التي دارت بين الثوار وكتائب القذافي.
وفي هذا السياق قال النائب فاليري كونوفاليوك إن الجيش الأوكراني يمر الآن بوضع اقتصادي سيئ، حيث يضطر العديد من العسكريين للكسب في الأسواق، أو البحث عن عمل بحسب الاختصاص، لأنهم لا يتقنون حرفة أخرى.
وقد رحب أناتولي غريتسينكو وزير الدفاع السابق ورئيس اللجنة البرلمانية لشؤون الدفاع والأمن القومي باقتراح لبحث هذه القضية برلمانيا وفتح تحقيق حولها.
وقال إن الأوكرانيين بوسعهم نظريا القتال في ليبيا، لأن تقليص حجم الجيش يدفع العسكريين السابقين للبحث عن عمل اعتادوا عليه، ولكن كييف الرسمية لم ترسل إلى طرابلس لا عسكريين ولا مدنيين.
تهديد اقتصاد
وتهدد التهم الموجهة إلى "المرتزقة الأوكرانيين" في ليبيا (وعددهم الكلي يقارب 160 بحسب ما أعلنه سابقا نائب المندوب الليبي لدى الأمم المتحدة إبراهيم الدباشي) العلاقات الثنائية بين أوكرانيا وليبيا بالتوتر أو حتى التوقف، وخاصة الاقتصادية منها.
وقد بلغ حجم صادرات الحبوب من أوكرانيا إلى ليبيا في العام الماضي نحو 201 مليون دولار، وحجزت ليبيا من أوكرانيا 4 طائرات نقل مدنية، إحداها كانت خاصة بالقذافي.
وتهدد التهم أيضا آمال أوكرانيا بالاستثمار النفطي في ليبيا، خاصة بعد أن فتح لها نظام القذافي أبواب التنقيب في العام الماضي.
أوكرانيا برس - الجزيرة نت
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022