محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير
تعود شخصيات فيلم "حرب النجوم" إلى الشهرة مجددا، لا عبر شاشات السينما هذه المرة، وإنما في ساحات وأروقة السياسة الأوكرانية، كمرشحين لخوض الانتخابات البرلمانية المقررة في السادس والعشرين من الشهر الجاري، ودخول مجلس "الرادا".
يعود البطل "دارث فيدر" بزيه الأسود كرجل آلي، لكنه يتزعم هذه المرة حزب "الإنترنت" في أوكرانيا، الذي تنتشر إعلاناته الانتخابية في العاصمة كييف وغيرها من المدن، داعية الناخبين إلى التصويت لرجال آليين ووحوش من "قيادات الحزب".
مع موسيقى "حرب النجوم" المصاحبة دائما لهم، يتجول مرشحو الحزب في شوارع كييف بزيهم الذي لا يخلعونه، ولا يكشفون عن وجوههم الحقيقية، ويتحدثون إلى العامة عن برنامجهم الانتخابي لتغيير واقع البلاد نحو الأفضل.
إمبراطورية الإنترنت
برنامج الحزب يسعى جادا لبناء "إمبراطورية الإنترنت"، ومحاربة الفساد والبيروقراطية، من خلال ربط جميع التعاملات والمعاملات بأجهزة الحاسوب وشبكة الإنترنت.
التقينا "دارث فيدر" زعيم الحزب، وسط إجراءات أمنية مشددة يقوم بها رجال آليون وعاديون من حوله، فأكد –بصوت رجل آلي يخفي صوته الحقيقي- أن عدد أنصاره وداعميه تجاوز 13 مليونا، وهم غالبا من الشباب الذي يستخدمون شبكة الإنترنت ويعتمدون عليها.
وأكد أنه يأكل وينام دون خلع قناعه، ولن يخلعه أبدا، حتى بعد وصوله إلى البرلمان، لأنه بات جزءا من كيانه، وتعبيرا عن إيمانه بأهداف الحزب، مضيفا أن "الأميرة ليا" ستجلس إلى جانبه بزيها أيضا، وكذلك سيفعل جميع أعضاء الحزب الفائزين، لأنهم لن يغيروا وجوههم كما يفعل النواب العاديون بعد الانتخابات، على حد قوله.
ودافع عن برنامجه لبناء "الإمبراطورية"، فقال إن "أجهزة الحاسوب لا تخطئ، أما النواب فيمرضون ويخطئون، بقصد أو بدون قصد، ولهذا لم تتقدم أوكرانيا منذ الاستقلال، و"أول قانون سأطرحه يقضي بإلغاء البرلمان، والاستعاضة عنه بالحواسيب".
جد وهزل
مشهد الحملات الانتخابية يجمع بين جدية الحزب، ومساحة واسعة من الغرابة والإثارة، تفرض جدلا كبيرا، ولا تخفي سخرية وهزل الكثيرين من حوله في المجتمع، حتى في صفوف من يلتقط صورا تذكارية مع مرشحيه.
إيرينا شابة التقطت لنفسها صورة مع "دارث فيدر"، ثم قالت إنها تنظر بإيجابية إلى وجود مثل هذا الحزب، وتعتبره وسيلة للدعابة والتسلية كبرامج الترفيه في التلفاز.
واعتبر الشاب أندريه أن وجوه مرشحي الحزب المخيفة هي الوجوه الحقيقية لنواب البرلمان الأوكراني الحاليين والسابقين، بينما رأت السيدة لودميلا أن السماح بوجود مثل هذه عار على البلاد والشعب أمام العالم.
وبنظره تحليلية، هونت يوليا تيشينكو الخبيرة في مركز الدراسات السياسية المستقل من الأمر، فقالت: "لن يمروا إلى البرلمان، ولا أعرف بماذا أصفهم!؟، ولكني لا أرى فيهم إلى سخرية من واقع سياسي تكرر فشله في برلمان أوكرانيا، وأصاب المجتمع باليأس".
وبغض النظر عن النتائج، بات الحزب محل حديث الأوكرانيين، وفرض الكثير من الأسئلة والتساؤلات الساخرة بينهم، ومنها: "من هو المجنون الذي دعم ترشح المجانين وسيصوت لهم؟، وبأي عين سننظر وينظر العالم إلى البرلمان إذا ما دخلوه؟".
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022