أحيت المساجد والمراكز والجمعيات الاجتماعية الثقافية الإسلامية في جميع أرجاء أقاليم ومدن أوكرانيا عيد الأضحى المبارك لعام 1432هــ، من خلال تنظيم جملة من النشاطات والبرامج، التي استمرت على مدار أربع أيام متتالية.
صلاة وفرحة
فقد أقيمت صلاة العيد في المساجد ومساجد المراكز الثقافية الإسلامية ومصليات الجمعيات، التي تزينت لاستقبال المصلين فرحا بهم وبالعيد، وسط اهتمام إعلامي محلي بارز، حيث حضرت عدة محطات تلفزيونية وإذاعية وصحف لتغطية صلاة العيد وباقي فعالياته في بلد يبلغ تعداد المسلمين فيه نحو 2 مليون نسمة من أصل 46 مليونا.
مئات الألوف من مسلمي أوكرانيا، من أوكرانيين وأبناء جاليات عربية وإسلامية، توافدوا لأداء صلاة العيد مصطحبين معهم أسرهم وأطفالهم، واستمعوا بعدها إلى خطبة العيد التي ركزت على معاني عيد الأضحى والشعائر التي تتضمنها فريضة الحج إلى بيت الله الحرام، وابتهل دعاؤها إلى الله بتوحيد صفوف المسلمين وحقن دمائهم وعزة دينهم.
ثم تعانق المسلمون مهنئين بعضهم البعض بالعيد السعيد، وتجمعوا داخل قاعات المراكز والجمعيات وفي ساحاتها الخارجية لتناول حلوى العيد والاستماع لأعذب أناشيد الأفراح، ولم تغب الفرحة عن الأطفال الذين تجمعوا أيضا للعب والرقص والإنشاد على طريقتهم.
حفلات وألعاب
وعلى مدار أيام العيد أقامت عدة مراكز وجمعيات عدة حفلات للمسلمين في مدنها، تضمنت إنشادا ومسرحيات كوميدية هادفة ومسابقات ودبكات شعبية وغير ذلك من فقرات، باللغات العربية والروسية والأوكرانية، مع مشاركة لافتة من قبل أطفال نوادي براعم الطفولة في الجمعيات.
وذهبت جمعيات أخرى إلى حجز ألعاب القفز والتزحلق، التي باتت عادة تقوم بها في كل عام، وخاصة في العاصمة كييف وإقليم شبه جزيرة القرم، بهدف إدخال السرور على قلوب أطفال المسلمين.
ويشير د. إسماعيل القاضي رئيس اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد"، الذي يشرف على جميع المركز ومعظم الجمعيات، إلى أنه بحسب استطلاع للرأي أجراه حاليا "الرائد" على موقعه الرسمي فإن غالبية المسلمين تعتبر أن فرحة العيد محدودة بالنسبة لأطفالهم في الغرب.
وأردف أن الاتحاد يعطي الأطفال في العيد مساحة كبيرة من الاهتمام، لتعظيم فرحته في قلوبهم أكثر من فرحة أعياد ومناسبات أخرى كرأس السنة وأعياد الميلاد، وهذا ما يعزز حب الإسلام لديهم، والانتماء إليه مستقبلا.
أضاحي العيد
وبالإضافة إلى ذلك قامت المركز الثقافية الإسلامية والجمعيات بتنظيم وتنفيذ مشروع الأضاحي، فجمعت لجان خاصة شكلت لهذا الغرض التبرعات من الراغبين بأداء هذه السنة النبوية، وقامت بذبح نحو 500 أضحية في جميع المدن.
ثم وزعت هذه اللجان الأضاحي على أصحابها والآلاف من الفقراء والمحتاجين، من المسلمين وغيرهم، وخاصة في إقليم شبه جزيرة القرم، التي يعيش فيها نحو 500 ألف مسلم تتري، ينتمي معظمهم إلى طبقات اجتماعية فقيرة.
الفرحة للجميع
وقد سعت المراكز والجمعيات حثيثا لإدخال فرحة العيد على قلوب أكبر أعداد ممكنة من مسلمي أوكرانيا، ومساعدتهم، وربطهم بهويتهم والحفاظ عليه.
يقول د. إسماعيل القاضي إن "الرائد" يسعى دائما لاستثمار العيد بإدخال فرحته على كل بيت وقلب مسلم، وبقدر المستطاع، مشيرا إلى أن المراكز والجمعيات التابعة تصوغ طلبات رسمية إلى الجامعات والمعاهد والمدارس للسماح للطلاب العرب والمسلمين فيها بأجازات تمكنهم من أداء الصلاة والاحتفال وتبادل الزيارات، وهي طلبات تحظى غالبا بالموافقة.
حملات
ولفت القاضي إلى حملات خاصة يطلقها الاتحاد قبل العيد وخلاله وبعده في القرى النائية البعيدة عن المدن، التي تعيش فيها أسر مسلمة فقيرة، لتذكيرها بهذه المناسبة وحثها على أداء صلاة العيد وحضور الاحتفالات، وكذلك لتوزيع الأضاحي عليها.
وأشار الشيخ سيران عريفوف المفكر الإسلامي ورئيس مركز الروضان الإسلامي في إقليم القرم إلى أن من بين "المستهدفين" باهتمام الاتحاد وحملاته نحو 1800 يتيم يكفلهم في الإقليم، حيث يقوم بتوزيع الأضاحي على أسرهم، ونقود "العيديات" بالتعاون مع الهيئات والمؤسسات الخيرية وأهل الخير والإحسان في داخل أوكرانيا وخارجها.
وقال الشيخ سعيد إسماعيلوف مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمة" إن لهذه الحملات دور كبير في تعزيز ارتباط المسلمين بدينهم وهويتهم في ظل الانشغال بصعوبة الظروف المعيشية، وكثيرا ما كانت سببا للهداية والالتزام بعد قطيعة وقلة معرفة بدينهم الإسلام.
اتحاد "الرائد"
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022
التعليقات:
(التعليقات تعبر عن آراء كاتبيها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس")