بعد اعتقال زعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو زادت حدة الاحتقان بين الأوساط السياسية والشعبية المؤيدة والمعارضة لنظام حكم الرئيس فيكتور يانوكوفيتش في أوكرانيا.
ورشح محللون أن تشهد الأيام أو الأسابيع المقبلة في أوكرانيا تصعيدا شعبيا بدأ بسبب اعتقال تيموشنكو، التي تعد كانت إحدى رموز الثورة البرتقالية في العام 2004، وبقيت رمزا لميول شريحة واسعة من الشعب نحو الغرب.
وقد كانت المحكمة التي تنظر بالتهم الموجهة إلى تيموشينكو، المتعلقة بإساءة استخدام أموال الدولة وتوقيع اتفاقية مع روسيا لاستيراد الغاز أضرت باقتصاد البلاد عندما كانت رئيسة للوزراء في 2009، كانت قد قررت حجز تيموشينكو بسبب "عدم احترامها ومخالفاتها المتكررة للأوامر المحكمة".
احتقان داخلي
ويربط بعض المحللين زيادة حراك الشارع الأوكراني المؤيد والمعارض لاعتقال تيموشينكو بانتهاء فترة الأجازات الصيفية نهاية الشهر الجاري، متوقعين أن تتصاعد حدة التوتر بعد انتهائها في بداية الشهر المقبل.
يقول فياتشيسلاف شفيد المحلل السياسي والمستشار الرئاسي السابق فيما يتعلق بالأمن القومي ما إن أودعت تيموشينكو السجن حتى انتفض أنصارها نصرة لها متناسين أجازاتهم الصيفية، فيتظاهرون ويعتصمون في عدة مدن، خاصة في ساحة الاستقلال وسط العاصمة كييف، وأمام مقر المحكمة، ومبنى سجنها.
ويضيف أنه بالمقابل خرج أنصار الرئيس يانوكوفيتش والنظام إلى ذات الساحة والمحكمة متظاهرين تأييدا لقرار حبسها، وكان خروجهم بأعداد كبيرة، ولذلك فإن كييف والمدن مرشحة لتصعيد شعبي أكبر مع انتهاء أجازات الصيف مطلع الشهر المقبل، إذا لم يتم الإفراج عن تيموشينكو.
ويقول النائب عن حزب "الوطن" يفهيني سوسلوف، وهو أكبر أحزاب المعارضة الأوكرانية، إن المعارضة لن تسكت عن ممارسة النظام "للديكتاتورية والاضطهاد والفساد" في البلاد، وستعمل على حشد أنصارها خلال الأيام المقبلة لإرغامه على وقف هذا "العار" بحق البلاد والشعب.
توتر خارجي
واللافت في ما بعد اعتقال تيموشينكو على الصعيد الخارجي أنه أدخل أوكرانيا في أزمة مع حليفتها الأبرز روسيا، وكذلك مع الاتحاد الأوروبي التي تسعى لعضويته.
فقد فاجأت خارجية روسيا نظام الرئيس يانوكوفيتش بالإعلان عن عدم ارتياحها لاعتقال تيموشينكو، وأن اتفاقية الغاز التي وقعتها تيموشينكو مع نظيرها الروسي فلاديمير بوتين في شباط/فبراير 2009 تتفق مع القوانين المعمول بها في البلدين.
وفشل يانوكوفيتش بإقناع الروس بخفض أسعار الغاز المصدرة إلى أوكرانيا خلال اجتماع عقده مع نظيره دميتري ميدفيديف قبل يومين في روسيا، ولمح إلى إمكانية رفع دعوى قضائية ضد روسيا إذا لم توافق على تخفيض الأسعار.
واعتبر حزب تيموشينكو أن الموقف الروسي دليل على براءتها من التهم الموجهة إليها، بينما اعتبره متحدث باسم الحكومة الأوكرانية "غير مدروس"، ويكشف عن أن روسيا لا تريد أن تكون أوكرانيا دولة قوية ومستقرة، ولا تريد إلغاء اتفاقية الغاز لأنها في صالحها على حساب المصالح الأوكرانية.
وعلى جانب آخر عبرت معظم دول الاتحاد الأوروبي عن قلقها إزاء اعتقال تيموشينكو، واستدعت فرنسا وإيطاليا سفراء أوكرانيا لديها لتبلغهم قلقلها إزاء مستقبل الحريات والديمقراطية في أوكرانيا.
وحول هذا الشأن يقول المحلل السياسي شفيد إن اعتقال تيموشينكو يوقف عمليا مساعي أوكرانيا لعضوية الاتحاد الأوروبي، فهي من أكبر الموالين، ورمز للديمقراطية بالنسبة لدوله.
مركز الرائد الإعلامي + الجزيرة نت
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022