اتهمت منظمة حقوقية ألمانية روسيا بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان بشبه جزيرة القرم ومحاولة محو الهويتين الأوكرانية والتترية خلال العامين الماضيين.
وكانت موسكو أعلنت ضم القرم الأوكرانية للأراضي الروسية قبل عامين بعد اندلاع الصراع الداخلي في أوكرانيا.
وذكرت المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة أن موسكو والإدارة الحاكمة باسمها في القرم سعتا لمحو هوية التتار الذين يعتبرون السكان الأصليين في شبه الجزيرة، من خلال سلسلة انتهاكات واسعة شملت ملاحقة المعارضين والإجهاز على حرية الرأي والتعبير وتدمير وسائل إعلام التتار، واستخدام كافة الوسائل لفرض رقابة محكمة عليهم.
ووثقت المنظمة هذه الانتهاكات في تقرير صدر في 39 صفحة. ويرصد التقرير هذه الانتهاكات منذ ضم شبه الجزيرة لروسيا يوم 27 فبراير/شباط 2013.
ويقول التقرير إن الإدارة الموالية لروسيا في شبه الجزيرة الأوكرانية لجأت للعقوبات الجماعية المتمثلة في الاعتقالات والتعذيب ومداهمات المنازل بشكل منتظم، ردا على مواصلة تتار القرم رفضهم لإجراءات ضم روسيا لأراضيهم.
وأوضحت المنظمة أنها ضمت تتار القرم لقائمتها للشعوب المهددة بالانقراض والإبادة بسبب ما تعرضوا له من تهجير وتشريد وقمع.
وأوضحت أن الإجراءات العقابية ضد السكان الأصليين شملت إخضاعهم بالإكراه لاستجوابات أمام أجهزة الاستخبارات الروسية، ومحاولة إثارة الانقسام، وإشاعة أجواء غير محتملة من الخوف بينهم.
حظر التجمعات
وأوردت المنظمة الحقوقية أمثلة لما يتعرض له التتار بشبه جزيرة القرم من محاولات روسية لمحو هويتهم، مشيرة إلى إصدار موسكو حظرا على مجلس الإدارة الذاتية لتتار القرم، واعتقال وملاحقة واضطهاد أعضائه ومنع الكثيرين منهم من زيارة القرم، واستجواب آخرين بشكل ممنهج.
وأوضحت أن الإدارة الخاضعة لروسيا بشبه الجزيرة حظرت على التتار كافة أنواع التجمعات، بما فيها إحياؤهم للذكرى السنوية لتهجيرهم إلى آسيا الوسطى يوم 18 مايو/أيار 1944 بأوامر من الرئيس السوفياتي الأسبق جوزيف ستالين.
ولفت التقرير الحقوقي إلى أن محاولات الحكومة الروسية والإدارة التابعة لها محوَ هوية التتار امتداد لتجريم السكان الأصليين، وتصنيفهم بشكل عام بوصفهم مجموعة قريبة من الإرهاب والتطرف، والتضييق عليهم في التدريس بلغتهم.
مداهمات مستمرة
كما تحدث التقرير عن مداهمات مستمرة لمساجد ومدارس إسلامية وتدمير كافة وسائل الإعلام المعبرة عن التتار وإغلاق قناتهم التلفزيونية الوحيدة "أي تي آر".
وفي تصريح للجزيرة نت، انتقدت معدة التقرير سارة راينكا ما سمته صمت المجتمع الدولي عن الانتهاكات الحقوقية التي تمارسها روسيا ضد تتار القرم.
وتشغل راينكا منصب رئيسة قسم روسيا وآسيا الوسطى والقوقاز بالمنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة.
ودعت الاتحاد الأوروبي للسعي لفتح شبه جزيرة القرم أمام المراقبين الدوليين. وحثت ألمانيا على استغلال رئاستها هذه السنة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية لإرسال بعثة للقرم لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان ومقابلة الضحايا هناك.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022