محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير - دونيتسك
"إقليم الدونباس هو قلب أوكرانيا الذي ينبض لها بالحياة"، وهذا عنوان حملة دعائية تنتشر في جميع مدن الإقليم الذي يضم منطقتي دونيتسك ولوهانسك شرقا، حيث تتواجد معظم المصانع والمناجم التي تحرك عجلة الاقتصاد الأوكراني الرئيسية، كما يجمع معظم الساسة وخبراء الاقتصاد.
لكن هذه العجلة متعثرة اليوم بسبب الأزمة السياسية والأمنية التي تعيشها البلاد، وتهدد الاقتصاد الأوكراني بالإفلاس، خاصة في ظل حراك يتجه نحو انفصال الدونباس عن أوكرانيا والانضمام لروسيا.
وتؤكد فيكتوريا موفتشان رئيسة مركز الدراسات والبحوث الاقتصادية المستقل بالعاصمة كييف، تؤكد أن اعتماد الميزانية الأوكرانية على صناعات وصادرات الإقليم وغيره من مدن شرق البلاد يتراوح ما بين 20-30% من حجم إجمالي يتجاوز 300 مليار دولار سنويا.
وتشير إلى أن خسارة الشرق أو تعطيل مصانعه تعني انهيارا للاقتصاد الأوكراني، خاصة إذا انضمت إلى الحراك الانفصالي مدينة أوديسا جنوبا حيث مرفأ صادرات البلاد الوحيد على البحر الأسود بعد ضم القرم إلى روسيا.
وتعتبر أن ذلك سيحول أوكرانيا إلى أراض زراعية، تصدر الحبوب والأخشاب، وحصرا عبر المنافذ الحدودية مع الاتحاد الأوروبي بدل المنافذ الروسية، ووفق معاييره الصارمة.
مصانع عطلت
مدينة خورتسيسك هي واحدة من أبرز المدن الصناعية بمنطقة دونيتسك، ففي ضواحيها مناجم فحم، ومعامل لإنتاج أنابيب نقل النفط والغاز، وأخرى للقضبان والأسلاك الحديدية، وحتى لصناعة الأثاث المنزلي.
زرنا تلك المصانع، لترصد توقف معظمها بشكل كلي أو جزئي، وانتشارا كبيرا للبطالة والقلق بين عمالها من سكان المدينة البالغ عددهم نحو 60 ألف نسمة.
إيغور موظف مراقبة في معمل الأنابيب، قال إن عدم الاستقرار انعكس مباشرة على الإنتاج وحجم الطلب، فلم يعد العمل يوميا، ولهذا "نريد عودة السلام والهدوء إلى بادنا، ليتوفر لكل شخص عمل وراتب، وحياة مستقرة مريحة".
اعتماد على روسيا
وتربط شريحة من العمال استقرار الأوضاع بعودة العلاقات إلى روسيا، أو حتى الانضمام إليها، بينما يعتبر آخرون أن لا حاجة لروسيا بصناعات الدونباس، والمستقبل يبقى في أوكرانيا الموحدة.
فيكتور عامل مناجم سرح من عمله بسبب الأزمة، قال إن الأوضاع سيئة للغاية، فالبطالة منتشرة والمصانع والمناجم توقفت أو بيعت أو هدمت، والكثير من عمالها لا يستلمون رواتبهم كاملة منذ شهور، ولكنهم مضطرون للعمل حفاظا على لقمة العيش.
واعتبر أن الحل يكمن في الانفصال والوحدة مع روسيا التي تحرك مصانع أوكرانيا بغازها المستورد، لأنها ستحدث المصانع وستفعل الاستثمار، وهذا سيؤدي إلى تحسين الأوضاع المعيشية للطبقة العامل، برأيه.
لكن أليكسي الذي سرح أيضا من معمل القضبان والأسلاك، قال: "لا حاجة لروسيا بحديدنا وفحمنا، فلديها الغاز والنفط، أما نحن فبحاجة إلى قيادة مسؤولة تحترم القانون، وتعمل لصالح البلاد دون فساد أو غسيل أموال".
وأضاف: "علينا البقاء في أوكرانيا، وعلينا أن نكون مستقلين، دون تبعية لروسيا أو للاتحاد الأوروبي. التجاذبات قتلتنا ولا تزال تقتلنا"، على حد وصفه.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022