أوكرانيا تحيي الذكرى الـ72 لتهجير تتار القرم من موطنهم الأصلي

نسخة للطباعة2016.05.18

تحيي أوكرانيا اليوم 18 مايو، ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية لشعب تتار القرم ويوم الكفاح من أجل حقوق شعب تتار القرم.

بدأ ترحيل تتار القرم في 18 مايو 1944 في الساعة 3:00 صباحا واستمر حتى بداية يونيو، فيما انتهت عملية ترحيل  أول وأكبر موجة في 20 مايو/ ايار.

السبب الرسمي لترحيل  التتار كان في قرار سري للجنة الدفاع عن الدولة № 5859 "حول "تتار القرم" بتاريخ  11 مايو 1944، والذي بحسب ما ورد فيه تم اتهام التتار جماعيا بالخيانة والتعاون مع قوات هتلر خلال فترة احتلال جزيرة القرم. حيث تم تطبيق مبدأ المسؤولية الجماعية بسبب هذا الادعاء.

وفقا للبيانات الرسمية، فإنه تم ترحيل 183 ألف و144 من تتار القرم ، بينما تقول مصادر تتار القرم انه تم ترحيل 228 ألف و500 تتري، من بينهم 110 ألف لقوا حتفهم خلال السنة الاولى.

قام بهذه الإجراءات العقابية حوالي 32 ألف عسكري سوفييتي.، حيث أعطيت الأوامر بجمع الأغراض من دقائق معدودة إلى نصف ساعة، مع السماح لهم بأخذ بعض الأغراض الشخصية، والأواني والمعدات المنزلية، وتم مصادرة ممتلكات غالبية التتار وصودرت من قبل الدولة.

أغلب المبعدين نقلوا إلى مستوطنات خاصة في أوزبكستان، و في معسكرات العمل، وجزء آخر  لتجديد الوحدة الخاصة بحوض الفحم في موسكو.

ولم يكتف السوفييت بعملية التهجير القسري من شبه جزيرة القرم، بل قاموا بعملية تدمير المعالم الثقافية والتاريخية، واستبدال أسماء تاريخية لمختلف المناطق  بأسماء سوفييتية جديدة.

كما بدأ في شبه جزيرة القرم نقل  مهاجرين من روسيا وجمهوريات أخرى. وخلال فترة ما بعد الحرب، ازداد عدد السكان في شبه جزيرة القرم ما يقرب من 10 مرات. لكن سياسة ستالين فيما يتعلق تتار القرم لم تكن شيئا جديدا.

هذا و أدى الاستيلاء الروسي في عام 1783 على القرم إلى تدمير الحياة الثقافية في شبه الجزيرة، وأحرقت بهمجية العديد من المخطوطات القديمة ودمرت العديد من المعالم المعمارية. وبعد أن أصبحت القرم مستوطنة روسية، مع المستعمرين الأجانب نمت سياسة جلب الروس إلى المنطقة.

 بعد أن تم وضع شبه جزيرة القرم ضمن أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية (1954) صدر مرسوم في عام 1956 (غير منشور) بإعادة تأهيل تتار القرم، ولكن عمليا ليس لهم الحق في العودة إلى وطنهم في شبه جزيرة القرم.

هذا وبدأت عملية العودة الجماعية لتتار القرم فقط في أواخر الثمانينات وبدت في نهاية المطاف وعلى الرغم من الصعوبات اليوميةالتي عاشوها أصبحت بامكان التتار العيش بسلام وهدوءفي وطنهم الأم، ولكنها هذه الأرض مرة أخرى تعرضت للهجمات الروسية، وتعرض ويتعرض التتار إلى القمع على غرار ذلك الذي ذاقوه أيام ستالين.

وبعد سبعين عاما من تصرفات النظام الشمولي للاتحاد السوفياتي ضد شعب تتار القرم، يواجه هذا الأخير مرة أخرى تهديدا وتمييزا في وطنه الأم.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

وكالة "أوكر إنفورم"

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022