محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير
تشتد المعارك وتزداد ضراوة بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا في عشر مدن وبلدات شرق البلاد، وكان يوم الأمس حافلا بالخسائر في صفوف الجانبين، وسط تبادل الاتهامات حول المسؤولية عن خسائر كبيرة في صفوف المدنيين أيضا.
أوكرانيا وجهت أصابع الاتهام مجددا إلى روسيا و"مرتزقتها"، بالتدخل المباشر واستهداف قواتها المشاركة في عملية "مكافحة الإرهاب" ضد الانفصاليين، الذين اتهمتهم بتعمد باستهداف المدنيين.
وفي هذا السياق، أعلن أندريه ليسينكو الناطق باسم مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني خلال مؤتمر صحفي أن قوات بلاده استولت على عربتين مدرعتين تابعتين لقوات الإنزال المظلي الروسية قرب مدينة لوهانسك في أقصى الشرق، وعثرت فيها علا وثائق لضابط وجنود روس كانوا على متنها.
وأكد أنه تم استهداف نقطة تفتيش أوكراني بصواريخ من جهة الحدود الروسية، وهي نقطة لعبور النازحين قرب مدينة تيلمونوفو بمنطقة دونيتسك جنوب شرق أوكرانيا، تبعد عن الحدود الروسية خمسة كيلومترات، وأكثر من 100 كيلومتر عن ساحة العمليات ضد الانفصاليين، على حد قوله.
قتلى المدنيين
وأقر ليسينكو أن من وصفهم بـ"الإرهابيين" أسقطوا طائرة حربية أوكرانية من طراز "سوخوي 24" في منطقة لوهانسك، وأن القوات ردت بتدمير دبابتين وقاعدتين لصواريخ "غراد"، استخدموها لقتال القوات واستهداف بيوت المدنيين، وإيهامهم أن القوات الأوكرانية هي التي تستهدفهم وتشكل خطرا عليهم، على حد قوله أيضا.
وبالمقابل، وجه نواب برلمان ما يسمى بـ"جمهورية روسيا الجديدة" التي أعلنها الانفصاليون، وتضم "جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين"، وجهوا نداء إلى نظرائهم حول العالم، قالوا فيه إن عمليات القوات الأوكرانية أدت إلى مقتل 1129 مدني، من بينهم 348 امرأة، و76 طفلا.
وحمل البرلمان القوات الأوكرانية مسؤولية تدمير البنية التحتية في مناطق القتال، ما أدى إلى قطع إمدادات الماء والكهرباء والغاز عن مئات الألوف.
الحسم الأوكراني
وتأتي هذه التطورات بعد أن حققت القوات الأوكرانية تقدما ملموسا في ساحات القتال خلال الأيام الماضية، وفرضت طوقا أمنيا على عدة مدن رئيسية يسيطر عليها الانفصاليون، من أبرزها مدينة دونيتسك.
كما تأتي هذه التطورات في وقت تستعد فيه أوكرانيا للاحتفال بذكرى رفع العلم الأوكراني يوم الغد، ولاستعراض عسكري مهيب يوم الأحد، وهي استعدادات يرى مراقبون أنها تحمل رمزية للصراع الدائر في الشرق، ولإمكانية أن يتطور إلى مواجهة مباشرة مع روسيا.
يوري بوتوسوف صحفي يرافق القوات الأوكرانية في معاركها، ورئيس تحرير موقع "الرقابة" الإعلامي، قال: "روسيا تدخلت بشكل مباشر في أوكرانيا منذ عشرة أيام، بآليات ومعدات وصواريخ نوعية خاصة بها، كما زادت أعداد مرتزقتها التي تقاتل إلى جانب الانفصاليين، الأمر الذي غير الواقع قليلا، وحد من تقدم القوات الأوكرانية ونوايا "الحسم السريع".
ورأى أن روسيا تبحث عن ذرائع للتدخل المباشر واسع النطاق إن لزم الأمر وخرجت الأمور عن إرادتها، ومن تلك الذرائع سقوط استفزاز أوكرانيا، بإدخال قافلة مساعدات إنسانية غامضة عنوة إلى أراضيها اليوم، الأمر الذي رفضته كييف، ولكنها تتعاطى معه بحذر لكي لا تدخل في مواجهة تريد موسكو جرها إليها.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022