خرج وزراء خارجية رباعية النورماندي من لقائهم الأخير قبل يومين بباريس، وعلامات الفشل في ايجاد اتفاق حول النقاط العالقة مرتسمة على وجوههم.
وزير الخارجية الأوكراني بافل كليمكن أكد أنه لم يحدث أي اختراق ايجابي خلال هذه المباحثات، وأضاف أن هناك حاجة ماسة لإحراز مزيد من التقدم فيما تعلق بالأمن ووقف اطلاق النار، وهو شرط أساسي بالنسبة لأوكرانيا قبل الحديث عن مسألة القانون الخاص بإجراء الانتخابات في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في الدونباس.
نفس الخيبة نلتمسها في تصريحات وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الذي قال "لست راضيا على الطريقة التي تجري بها كييف وموسكو المفاوضات". مضيفا أن الاجتماع لم يتح احراز "تقدم بشأن العملية السياسية."
يأتي هذا اللقاء الأخير ليبين عن حجم الهوة بين مايتم تداوله بشأن التنفيذ الكامل لبنود اتفاق مينسك وواقع الحال الذي يزداد تأزما، وذلك برغم انخفاض وتيره المعارك بين الجيش الأوكراني والانفصالين الذين تدعمهم موسكو، مقارنة بالعام الذي سبقه.
ففيما تزداد الخلافات في جانبها السياسي تقترب أتون الحرب بخطى واثقة، خاصة من خلال عملية الحشد والحشد المضاد بين الجانبين.
فالرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو لم يستبعد منذ أيام استئناف العمليات العسكرية على نطاق واسع في مناطق الشرق الانفصالية، متهما روسيا القيام بخطوات ممنهجة لدحض العملية السلمية.
ونقل قسم المخابرات التابع لوزارة الدفاع الأوكرانية في وقت سابق أن هناك تحركات واسعة وسط القوات الانفصالية مدعومة بألاف المقاتلين الروس المتواجدين في الدونباس، قٌرأت على أنها استعداد لشن عمليات عسكرية ضد القوات الأوكرانية.
أوكرانيا التي تسعى أن لا تلدغ من الجحر مرتين، وتتهيأ لمواجهة أي تطورات ميدانية ممكنة الحدوث، وفي هذا الإطار أشرف الرئيس الأوكراني على تخرج دفعة من طلاب جامعة الدفاع الوطني مبكرا، معللا الأمر في سياق السيناريوهات المحتملة لتجدد الحرب في الدونباس، وفي ظل التفاؤل الضئيل بإمكانية تحقيق هدنة طويلة الامد مع الانفصاليين.
من جانبه تحدث سكريتير مجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني ألكسندر تورتشينوف عن إمكانية تعبئة جديدة في البلاد، مصاحبة التطورات الميدانية في الفترة الاخيرة والتي تزايدت فيها الاستفزازت من قبل المتمردين المدعومين من موسكو.
منظمة الأمن والتعاون الاوروبي التي تراقب الوضع الميداني في شرق أوكرانيا عبرت من جانبها وعلى لسان أمينها العام لامبيرتو زانيير عن قلقها من زيادة حوادث انتهاك الهدنة في بعض مناطق النزاع، موضحا أن الحديث يدور حتى عن حالات تبادل لإطلاق النار باستخدام أسلحة ثقيلة.
قتلى الصراع الذي زاد عن التسعة ألاف، وبرغم تناقص أعداده منذ اعلان الهدنة الأخيرة، إلا أن المناوشات الجديدة في الأسابيع القليلة الماضية، أعادت تشغيل عداد القتلى، آخرها أمس، حيث أعلن الناطق باسم الادارة الرئاسية الأوكرانية والمكلف بملف الجيش أندري ليسينكو عن مقتل جنديين وجرح آخرين في مشادات على مشارف ماريوبول الاستراتيجية.
وسط هذه الظروف تتبادل أوكرانيا وروسيا الاتهامات حول انتهاك الهدنة وتجميد العملية السلمية، فموسكو الساعية إلى بقاء الدونباس تحت سيطرتها، ترفض بكل الطرق تحقيق تقدم ملموس في اتفاق مينسك باعادة سيطرة أوكرانيا على حدودها بوجه الخصوص، وتسعى أن تكون منطقة الدونباس تحت سيطرتها فعليا، فيما أوكرانيا تسيطر عليها إسميا، وهو ماترفضه كييف التي تريد أن تكون سيادتها كاملة دون نقصان، حتى مع منح منطقتي لوهانسك ودونيتسك صفة "الوضع الخاص".
في الوقت الذي يتواصل فيه الصراع، يسيطر اليأس تدريجيا على قلوب السكان في المنطقة الذين باتوا يعانون الأمرين، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون وبات ثلاثة ملايين شخص رهينة الصراع ، كما جاء في آخر تقرير للأمم المتحدة.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022