"تشيرنوبل".. المسلسل الذي هز العالم في خمس حلقات

نسخة للطباعة2019.06.11
لمياء رأفت

انتهى مسلسل "صراع العروش" الذي أصبح الشغل الشاغل للعالم لسنوات، والموسم الأخير كان الأكثر انتظارا في تاريخ المسلسلات على الإطلاق، ولكن شبكة "أتش بي أو" كانت تعد العدة لاستمرار استحواذها على اهتمام المشاهدين حتى بعد عرض الموسم الأخير من مسلسلها الأشهر، وذلك بعرض مسلسل "تشرنوبل" الذي فاق كل التوقعات المسبقة له.

احتل هذا المسلسل قبل أن ينتهي حتى عرض آخر حلقاته قائمة أعلى المسلسلات تقييما على موقع "آي أم دي بي" بنسبة 9.6 من 10، ويأتي "صراع العروش" في المركز السادس، و"بركينغ باد" في المركز الخامس.

وعلى عكس "صراع العروش" -الذي أخذت تقييمات حلقاته النهائية في التراجع على موقع ""آي أم دي بي" حتى وصلت حلقته الأخيرة إلى تقييم 4.3- حافظ "تشرنوبل" على التقييمات المرتفعة التي وصلت إلى 9.9 في الحلقة الأخيرة، ليتشابه في هذا الأمر مع مسلسل "بركينغ باد" الذي حصل على التقييم ذاته بالضبط عن آخر حلقاته.

ذكرياتنا بشأن حادثة تشرنوبل مشوشة للغاية، فمن ناحية الكثير من مشاهدي المسلسل في الوقت الحالي كانوا أطفالا أو لم يولدوا بعد عند انفجار المفاعل الشهير، ومن ناحية أخرى وبسبب طبيعة الاتحاد السوفياتي المتكتمة لم يتم طرح كل التفاصيل بشفافية، وكانت تلك واحدة من أهم مزايا مسلسل "تشرنوبل" الذي يعيد اكتشاف القصة القديمة.

قصة قديمة يعاد اكتشافها

كارثة تشرنوبل النووية هي الأشهر في التاريخ حين انفجر المفاعل وتسبب في وفاة حوالي 40 شخصا وإصابة 2000 آخرين، وقدرت الخسائر المادية بحوالي 3 مليارات دولار، وأعلنت مدينة بريبيات بشمال أوكرانيا منطقة محظورة بسبب التلوث الإشعاعي.

يتكون المسلسل من خمس حلقات، من كتابة كريج مازن، وإخراج جون رينك، وهو إنتاج مشترك بين شبكة "أتش بي أو" الأميركية وشبكة "سكاي" البريطانية.

وكل من المخرج والمؤلف قادمان بسيرة ذاتية غنية بالأعمال المختلفة، فالمخرج جون رينك قدم من قبل حلقات في المسلسل الشهير "بركينغ باد"، وكذلك "الكينغ ديد"، في حين كتب مازن سلسلة فيلمي "هانجوفر"، و"سكاري موفيز".

ويقدم المسلسل نقلا أمينا للأحداث التي وقعت في أوكرانيا السوفياتية صباح يوم 27 أبريل/نيسان 1986، وقد راجع الكاتب العديد من المصادر المختلفة قبل أن يشرع في تأليف حلقاته، من تقارير حكومية وقصص شخصية ومجلات علمية وكتب تاريخية.

طاقم ممتاز وشخصيات غير عادية

ولتصوير المسلسل تم إعادة إنشاء مدينة بشكل مماثل لتشرنوبل في ليتوانيا، مع الاحتفاظ بجو سوفياتي أصيل، وعثر المنتجون على مفاعل نووي متوقف عن العمل في فيزاجيناس ليستخدم في تصوير اللقطات الخارجية والداخلية، وهو من نفس نوع وتصميم مفاعل تشرنوبل، وصورت مشاهد عدة كذلك في أوكرانيا.

ضم طاقم التمثيل جاريد هاريس في دور فاليري ليجاسوف، وهو كيميائي سوفياتي تم تعيينه رئيسا للجنة التحقيق في كارثة تشرنوبل، وبينما كانت الحكومة السوفياتية تحاول التكتم على الكارثة والتقليل من حجمها قام ليجاسوف بالعكس، وتسببت صراحته وصدقه في إنقاذ أوروبا الشرقية من كوارث أكبر بسبب التلوث الإشعاعي، ومنع انفجار المفاعلات الثلاثة المتبقية.

هاريس ترشح من قبل للإيمي عن مسلسلي "ماد مين"، و"ذا كراون"، وشارك في أفلام مثل "لعبة الظلال" لشيرلوك هولمز، و "الحالة المحيرة" لبنجامين بوتون.

وشارك هاريس البطولة ستيلان سكارسجارد في دور بوريش شربينا نائب رئيس مجلس الوزراء الذي قاد اللجنة الحكومية في تشرنوبل بعد الحادث، وعمل مع ليجاسوف ليحددا طريقة التعامل مع الكارثة، وتقع خلافات بين الرجلين بسبب الصدام الطبيعي بين العلم والدولة، وظهر سكارسجارد في العديد من الأعمال، آخرها فيلم "ماما ميا".

وساهم هذان الممثلان بالإضافة إلى الشخصيتين المرسومتين بإتقان وحس الواقعية في العمل ككل في إضفاء طابع من الأصالة على المسلسل، مما جعله أكثر من مجرد عمل يتابعه المشاهدون بل وثيقة أصلية عن حادثة مثيرة وغامضة التفاصيل.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

الجزيرة

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022