من غياهب السجن إلى رأس السلطة.. هل تفعلها تيموشينكو؟

إحدى الدعايات الانتخابية ليوليا تيموشينكو 2019
نسخة للطباعة2019.03.29

صفوان جولاق - رئيس التحرير

سياسية حسناء في عيون البعض، اشتهرت بضفيرة شعرها الفريدة، وامرأة حديدية بعيون آخرين، برزت بقوة خلال الثورة البرتقالية وبعدها، وهي كذلك رمز فساد وسوء إدارة (أو ضحية تصفية حسابات)، أودعت السجن بعد تولي فيكتور يانوكوفيتش رئاسة البلاد في 2010.

أما اليوم، فيوليا تيموشينكو هي واحدة من أبرز المرشحين لرئاسة أوكرانيا في 2019، ولا تزال من أبرز الشخصيات السياسية الأوكرانية وأشهرها محليا وعالميا.

تتصدر تيموشينكو بعض استطلاعات الرأي، وتتراجع في أخرى حتى المركز الثالث، الأمر الذي يطرح الكثير من الأسئلة والتساؤلات حول "قوة أو ضعف" شعبيتها، لكن الأكيد أنه مرشحة تتطلع إلى كرسي الرئاسة، بعد أن كانت على كرسي العجز داخل السجن.

حملة مبكرة

بدأت الحملات الانتخابية قبل نحو 3 أشهر، لكن صور تيموشينكو انتشرت في الشوارع قبل نحو عام، مروجة لحملات ومؤسسات خدمية في كبرى أحياء المدن والبلدات والقرى.

لم يكن ذلك ترفا من قبل تيموشينكو كما يرى المحلل السياسي أوليكساندر بالي، فهي بذلك لعبت على وتر قانون "اللامركزية" الجديد في البلاد، الذي يحرر الإدارات المحلية من التبعية للسلطات، وبهذا يصبح على رأسها الأقدر وفق نظام الانتخاب لا التعيين، وكثير منهم باتوا من أنصار تيموشينكو.

خلال عام، كانت صور تيموشينكو وأتباعها تملأ كل مكان، حتى في مداخل ومصاعد الأبنية السكنية، فشكلت مبكرا انطباعا بأنها الأكثر عملا وشعبية.

يدافع عن هذه الشعبية يفهين دوبرياك النائب البرلماني السابق عن حزب "الوطن" بزعامة تيموشينكو، فيقول للجزيرة نت: "تيموشينكو كانت وما تزال من أكثر الشخصيات شعبية وخبرة وحنكة سياسية، وهذا ما جلعها رئيسة للوزراء مرتين".

اصطدام بالواقع

لكن شعبية تيموشينكو اصطدمت -إن صح التعبير- بقوة خصومها لاحقا، وبضعف أصابها مؤخرا، خاصة عندما عاد طرح أسباب سجنها قبل أعوام، وعاد التذكير بطريقة خروجها من السجن.

سجنت تيموشينكو أثناء حكم يانوكوفيتش، بحجة توقيعها اتفاقا "مجحفا لاستيراد الغاز مع روسيا في 2009، وسواء كان الحكم عادلا أم لا، فإن الاتفاق قوبل بانتقادات رسمية وشعبية آنذاك، حتى من قبل رأس ورموز الثورة البرتقالية.

وفي آخر أيام "ثورة الكرامة" عام 2014، أخرجت تيموشينكو من سجنها على كرسي متحرك، وهي التي كانت تعاني من آلام شديدة في الظهر تهدد حياتها، ثم جيئ بها سريعا إلى الميدان وسط كييف كرمز انتصار، لتقابل بالتصفير، وتهوي شعبيتها حتى بين من اعتبرها مظلومة، لأن الميدان قام لأهداف أخرى، كما يرى المحلل السياسي أوليكساندر بالي.

ثم سرعان ما تركت تيموشينكو كرسي العجز، وبرزت ثم خسرت في انتخابات 2014 الرئاسية والبرلمانية، وهي الآن في مواجهة أشد شراسة مع الرئيس الحالي بيترو بوروشينكو وغيره.

يرى النائب يفهين دوبرياك أن كل ما قيل ويقال حاليا ضد تيموشينكو يأتي في إطار "حملات التشويه السوداء" للتأثير على آراء الناخبين وقلبهم عن خيار التصويت لها.

أفضل خيار؟

ومع ذلك، ينظر البعض إلى تيموشينكو على أنها "أحد أفضل الخيارات المطروحة لجميع الأطراف"، فهي حليفة الغرب سابقا وحاليا، وليس من المستبعد أن تصل إلى حل للأزمة الراهنة مع روسيا.

أوليكساندر بالي يقول: "تيموشينكو بالفعل أفضل خيار حالي بالنسبة لروسيا، لأنها الشخص الذي يقدم تنازلات صعبة ليقول كذبا إنه حقق إنجازات، وهذا في مصلحة روسيا التي تريد أن يفوز أي شخص غير الرئيس الحالي بوروشينكو، ولا تخفي ذلك".

أما النائب السابق دوبرياك فيقول: "تيموشينكو أفضل خيار لأنها تمتلك برنامجا حقيقية يرسم للبلاد خارطة للتغيير في المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها خلال الأعوام المقبلة، ولمستقبل علاقاتها مع دول الجوار والعالم".

يذكر أن برنامج تيموشينكو الانتخابي يتحدث عن أولوية الاهتمام بالشباب تعليميا، واستراتيجيات جديدة منفتحة في مجالات التنمية الاقتصادية والأمن والدفاع، كما يتعهد البرنامج بتعديلات دستورية "شعبية" تبنى البلاد من جديد، وضمانات اجتماعية تضمن مستويات متقدمة من الخدمات التعليمية والصحية والبيئية وغيرها.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

الجزيرة

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022