أعلن بترو بوروشينكو، الرئيس الأوكراني، البدء في إنشاء كنيسة أرثوذكسية أوكرانية مستقلة في إطارإجراء تاريخي تتخذه أوكرانيا بالانفصال عن الكنيسة الروسية.
وأضاف بوروشينكو أن الأمن الوطني يعتمد إلى حدٍ كبير على "الاستقلال الديني" عن روسيا.
جاءت هذه التصريحات أثناء حديث الرئيس الأوكراني إلى مجلس خاص من الأساقفة الأرثوذوكس في العاصمة كييف أثناء اختيار رئيس الكنيسة الجديدة.
ورغم حظر روسيا حضور أساقفة الكنائس في الأجزاء الموالية لها من أوكرانيا، شوهد اثنان من أساقفة هذه الكنائس أثناء حضور المجلس الخاص.
ماذا حدث في كييف؟
انعقد مجلس خاص للأساقفة في كاتدرائية سانت صوفيا الأثرية التي تمثل أحد أهم المعالم في العاصمة الأوكرانية كييف.
وحضر المجلس الخاص أساقفة أرثوذكس من مختلف الطوائف الموجودة في أوكرانيا وأجروا تصويتا أشارت نتيجته إلى انتخاب الأسقف إيبيفاني، 39 سنة، رئيسا للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة.
ومن المقرر أن يسافر إيبيفاني إلى أسطنبول في السادس من يناير/ كانون الثاني المقبل لاستلام القرار، أو المرسوم، الذي تمنح بموجبه الكنيسة الأرثوذكسية في أسطنبول كنيسة أوكرانيا الجديدة الاستقلال عن بطريركية القسطنطينية المسكونية.
وقال الرئيس الأوكراني، أثناء خطاب ألقاه في الساحة الخارجية للكنيسة، إنه "يوم لن ينساه التاريخ، يوم الانفصال النهائي عن روسيا. "
وقبيل اجتماع المجلس الخاص، دعا البطريرك كيريل، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، القيادات الدينية وزعماء العالم إلى حماية المؤمنين ورجال الدين في أوكرانيا من الاضطهاد.
حقيقة الصراع:
وكانت الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية تابعة للبطريركية في موسكو لقرون عدة، لكن توترات تراكمت على مدار السنوات بين البطريركية الروسية والكنيسة الأوكرانية منذ استقلال أوكرانيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991.
وكان في أوكرانيا قبل اجتماع المجلس الكنسي الخاص في كييف الأحد ثلاثة فروع للكنيسة؛ هي الكنيسة الأرثوذوكسية الأوكرانية (بطريركية كييف)، والكنيسة الأرثوذوكسية (بطريركية موسكو)، والكنيسة الأرثوذوكسية المستقلة.
لكن الوضع تغير الآن، إذ أصبحت بطريركية كييف والكنيسة الأرثوذوكسية المستقلة عضوتين في الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة الجديدة.
وكان المحرك الأقوى على الإطلاق لاستقلال الكنيسة الأرثوذوكسية الأوكرانية هو ضم روسيا إقليم القرم وسيطرة الانفصاليين الأوكرانيين الموالين لروسيا على المنطقة بأكملها شرقي أوكرانيا، وهو الذي زاد من قوة الدافع إلى الاستقلال في 2014.
ونفت الكنيسة مزاعم أحاطتها بأنها أداة سياسية تستخدمها الحكومة الروسية في الضغط على أوكرانيا، مؤكدة أنها تسعى إلى إحلال السلام في شرق أوكرانيا.
وكانت بطريركية القسطنطينية المسكونية هي الجهة الأرثوذوكسية الأولى في العالمي التي تتراجع عن قرارها الذي يعود تاريخه إلى عام 1686 بنقل تبعية بطريركية كييف الأرثوذوكسية إلى بطريركية موسكو.
وأعربت الكنيسة في موسكو عن مخاوفها حيال فقد 12 ألف رعاياها في أوكرانيا.
ويتبع بطريركية القسطنطينية المسكونية أكثر من 300 مليون مسيحي أورثوذوكسي حول العالم.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
بي بي سي
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022