الغارديان: روسيا تحاول افتعال أزمة خطيرة في أوكرانيا

نسخة للطباعة2018.12.03

لقد كان الهجوم الروسي على سفن البحرية الأوكرانية والاستيلاء عليها في بحر آزوف، تصعيداً خطيراً لأزمة مستمرة، لكنها مهملة، وقررت موسكو توجيه الاتهام لأفراد الطاقم. وعلى الرغم من أن الأحداث التي وقعت يوم الأحد كانت مفاجأة، إلا أن روسيا تحاول زعزعة استقرار أوكرانيا وتعزيز سيطرتها على شبه جزيرة القرم منذ ضمها بشكل غير قانوني في عام 2014، بعد احتجاجات أوكرانيا الموالية للغرب. وقد أبرزت عضلاتها في البحر بشكل متزايد، لاسيما أن جسر مضيق «كيرتش» الذي يربط البر الرئيس الروسي بمنطقة القرم قد افتتح في مايو، ومهما كان تسلسل الأحداث، فإن هذا يبدو تطوراً مثيراً.

هذا هو التطور الأكثر خطورة منذ عام 2014، وهي المرة الأولى التي يعترف فيها الكرملين باستخدام القوة ضد أوكرانيا. لا يوجد وكلاء أو «متطوعون» روس. ولا تريد روسيا أو أوكرانيا أن يخرج الوضع عن السيطرة؛ لكن المخاطر حقيقية ويجب الاعتراف بها. استمر القتال على مستوى منخفض في منطقة «دونباس»، شرق أوكرانيا، التي تم تجاهلها في الغالب من قبل العالم الخارجي. توفي 10 آلاف شخص، بما في ذلك 3000 مدني، منذ بدء الأعمال العدائية في عام 2014. إن خطر الحسابات الخاطئة أو العثرات في بحر آزوف حقيقي.

وتقول أوكرانيا إن السفن كانت تُبحر في المياه الدولية، كما هو محدد في معاهدة ثنائية، وإنها أخبرت موسكو مسبقاً، وقد اتهمت روسيا كييف بـ«الاستفزاز». وتسعى موسكو إلى تقييد حركة الأسطول الأوكراني. لقد منحت محاولة كييف تعزيز قدراتها القتالية في بحر آزوف، فرصة لموسكو كي ترسل بياناً واضحاً لكل من أوكرانيا والغرب. كل هذا يحدث في وقت تنشغل فيه أوروبا بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأهم من ذلك، رئيس الولايات المتحدة المتعاطف الذي يسعى إلى الدفاع عن فلاديمير بوتين ضد النقاد. ويتساءل البعض عما إذا كان بوتين يحاول عن عمد إثارة أزمة أكبر يمكن «حلّها» لاحقاً.

في الداخل، انخفضت شعبية بوتين بشكل حاد العام الماضي، والتي كانت قد ارتفعت بعد الاستيلاء على شبه جزيرة القرم، وذلك بسبب إصلاحات التقاعد التي رفعت سن التقاعد.

هذه الخطوة تعود أيضاً إلى التطورات في أوكرانيا، فقد حصلت الكنيسة الأوكرانية، أخيراً، على موافقة للانفصال عن الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، وهي تقترب أكثر من تحقيق استقلالها. والأهم من ذلك أنه من المقرر إجراء انتخابات رئاسية في الربيع، ومن شبه المؤكد أنها ستشهد تسليماً للسلطة، في ضوء ما أظهره الرئيس بيترو بوروشينكو من تراجع شعبيته في الاستطلاعات إلى 8٪؛ وبالتالي فإن الانتقال السلمي والديمقراطي لن يكون مفيداً لبوتين.

لكن هناك مخاوف في أوكرانيا من أن بوروشينكو قد يعتبر هذه الأزمة مفيدة. إن الخوف من روسيا لا يمحو عدم الارتياح الذي يسببه لجوؤه إلى قانون الأحكام العرفية، الذي لم يستخدم أبداً حتى في أوقات أكثر قسوة، بما في ذلك أحداث عام 2014. ورفض أعضاء البرلمان محاولته فرض نظام الأحكام العرفية في أوكرانيا لمدة شهرين، وهو ما كان يمكن أن يؤثر في الانتخابات، وتمت الموافقة على شهر واحد فقط، في مناطق مختارة.

عن صحيفة "الغارديان" ترجمة: مكي معمري 

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

وكالات

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022