"إيست فيست".. مهرجان لـ"ثقافة المشرق" في أوكرانيا (صور وفيديو)

"إيست فيست".. مهرجان لـ"ثقافة المشرق" في أوكرانيا
جرب حياتي.. أوكرانية مسلمة تلبس أوكرانية غير مسلمة الحجاب
نسخة للطباعة2015.08.24

صفوان جولاقرئيس التحرير

كانت العاصمة الأوكرانية كييف يوم الأمس مع حدث هو الأول من نوعه في أوكرانيا، فقد شهدت مهرجانا لثقافات وعادات شعوب بلاد المشرق العربي والإسلامي، وكذلك لعدد من الشعوب المسلمة في باقي أنحاء العالم، وعلى رأسها شعب تتار إقليم شبه جزيرة القرم.

"إيسف فيست" هو اسم المهرجان الذي أقيم في ساحة وأروقة المركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة، حيث استعرض المشاركون ألوانا مختلفة من ثقافات وعادات وفلوكلور وحتى طبيعة الحياة في البلاد العربية والمسلمة.

المهرجان استعرض مختلف أنواع الثياب والحلي، وألوانا عديدة من أصناف الطعام والحلوى، إضافة إلى نماذج للأسواق الشعبية في دول المشرق، حيث تباع العطور و"أعشاب وزيوت التداوي" وغيرها من البضائع والأشغال الفنية اليدوية.

حول المهرجان تحدثنا إلى سابينا أفضل، وهي المنظمة الرئيسية للمهرجان، فقالت: "المهرجان موجه لغير المسلمين، لتعريفهم بجمال الثقافة ومختلف العادات في بلاد المشرق. انطباع الكثيرين عن تلك البقعة من العالم خاطئ، ومن خلال هذا المهرجان نريد إبراز الواقع".

وأضافت أن "الإقبال أكبر مما توقعنا، واللافت أن نصف المشاركين هم من الأوكرانيين الذي تعرفوا على المشرق فأحبوه، بعضهم طلاب في جامعات الاستشراق، والكثير منهم غير مسلمين، ولا ينحدرون أصلا من أصول عربية أو إسلامية".

جرب حياتي...

وإلى جانب الاستعراض، ركز المهرجان على عكس جوانب عدة من طبيعة الحياة في دول المشرق، وبطريقة جمعت بين التشويق والطرافة، مكنت الحاضرين من تجربتها، وتكوين انطباعات حولها.

على لبس الحجاب ورسم الحناء اصطفت الكثيرات لخوض التجربة، وما هي إلا ساعات قليلة حتى ساد الحجاب رغم قصر التنورات، وكذلك جرب الرجال كرسي الحلاقة، وشرب القهوة العربية والشاي المعد على الفحم.

كاتيا شابة حضرت المهرجان ولبست لحجاب، قالت: "لطالما اعتبرت الحجاب انتقاصا لحقوق وحرية المرأة، ولكني رأيت اليوم أن معظم المشاركين والمنظمين هم من المسلمات النشيطات، اللواتي يفخرن بالحجاب ويتفنن بارتدائه. عندما لبسته شعرت بالراحة النفسية، وأعتقد أنه يليق بي جدا".

أما الشاب فاديم فقال: "زرت كثيرا من دول العالمين العربي والإسلامي، وعندها تعرفت على حقيقتها ومشاكلها. أحب المطبخ الشرقي، ومهرجان اليوم كان فرصة للبس العقال، وتناول الكسكس المغربي والفلافل الشرقي".

قضايا المشرق

وإلى الجانب الثقافي، لم تغب بعض القضايا السياسية والدينية عن المهرجان، حتى وإن كانت بصورة لوحات فنية ومنشورات ومصنوعات حرفية.

المهرجان عرف الضيوف على جوانب من قضية فلسطين والمسجد الأقصى المبارك، فكان لذلك جزء من محاضرات قدمت للضيوف داخل مسجد المركز.

ولأن جرح "الاحتلال الروسي للقرم" لم يلتئم بعد، تتضمن المهرجان لوحات زيتية لفنانين من تتار القرم الذين رفضوا روسية القرم فاضطروا لاحقا للنزوح.

ميلا تشيسيلدين فنانة تترية شاركت اليوم بلوحتين من رسمها، وبحفنات تراب من مختلف أراضي القرم، وكذلك بصفحات من مصحف قديم شهد المآسي التي تعرض لها التتار خلال القرون والعقود الماضية.

تشيسيلدين قالت: "أوراق هذا المصحف، وهذا التراب، يشهدون على تمسكنا بأرضنا التي لم تكن تابعة لروسيا إلا بالاحتلال، سواء قبل الاتحاد السوفييتي وفي يومنا هذا".

ورأت أن "المهرجان فرصة ليتعرف الأوكرانيون على ثقافات بعضهم البعض، فأوكرانيا دولة متعددة الثقافات، وهذا جانب إيجابي يجب أن يوجه ليزين مجتمعنا، وليزيد من وحدتنا وقوتنا أمام التحديات التي تواجهنا، سواء في القرم، أو في شرق البلاد، على حد رأيها".

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022