ماذا يحصل في خاركيف؟

نسخة للطباعة2024.05.18
عبد الرحمن الشامي

اغلب المصادر الإعلامية العالمية تتحدث عن الهجوم الروسي على خاركيف بتضخيم كبير لذلك لا بد من توضيح نقاط عديدة:

قبل كل شيء كل التقدم الروسي الحاصل الى حد تاريخ اليوم اغلبيته الساحقة في أراضي تعتبر رمادية (ملحق الخريطة) مما يعني ان هذه مناطق بالاصل لا يوجد فيها جنود اوكران أو جنود روس بسبب انها مناطق في حال اقترب منها جنود الطرفين سيتعرضون لنيران الطرف الاخر. بالتالي التقدم السريع الذي تشير له وسائل الاعلام منطقي في حال وجود قيادة مجنونة لا تعبئ بجنودها ترميهم في جحيم نيران الطرف الاخر وهو بالضبط توصيف الطرف الروسي خاصة بوجود وزير دفاع جديد يريد ان يحصل أي انجاز ليثبت احقيته بالمركز.
لكن على النحو الاخر تعاني أوكرانيا في الفترة الأخيرة من نقص كبير في الذخيرة بسبب تأخر الدغم الغربي, مما لعب دور كبير في هذا التقدم, ولربما كان التكتيك الروسي استغلال قلة الذخيرة مما يامن ولو بشكل نسبي التقدم ضمن المنطقة الرمادية بخسائر بشرية أقل, مما يبدو انه قد حصل بالفعل.
 النقطة الأهم الان في الهجوم الروسي والله اعلم هو بلدة فوفتشانسك وهي بلدة لا يتجاوز عدد سكانها ال 20 الف نسمة في الأحوال العادية اما في اثناء الحرب عدد سكانها  اليوم اقل من 3000 نسمة, وتعتبر هذه البلدة اول نقطة دفاع اوكرانية في هذه المنطقة وهي من أوائل المناطق التي سيحاول الروس الحصول والتي لا تقع ضمن المنطقة الرمادية,
 منذ أسبوع تدور معارك كبيرة على حدود المنطقة والمتوقع ان يحصل عليها الروس في النهاية بسبب ان اغلب التحصينات الأوكرانية موجودة بعد فوفتشانسك, ولربما محاولة التوسع ما بعد فوفتشانسك لكن غالبا ستبدأ مشاكل الروس ما بعد فوفتشانسك.
على النحو الاخر هناك حديث عن هجوم مرتقب ومحتمل من جهة سومي بحيث يحاول الروس اشغال الاوكران على اكبر خط تماس ممكن على الحدود وهو امر سيشكل بالفعل مشكلة كبيرة للطرف الاوكراني لكنه أيضا ليس بالامر السهل للقوات الروسية التي يبدو انها اضطرت أيضا الى إعادة توزيع بعض وحداتها لتحقيق الهجوم الحالي مما يعني حتى في ظل توقع ان يكون التكتيك الروسي هو لشغل القوات الأوكرانية عن التركيز في مناطق أخرى كالدونباس لكن الواقع يقول ان هذا الهجوم يؤدي أيضا الى انشغال ولو نسبي للوحدات الروسية على خط التماس الحالي

 هناك تضخيم اعلامي كبير للهجوم الروسي على خاركيف الذي حقيقة انه لم يكن مفاجئاً, بالتأكيد ان التقدم الروسي في الأيام الأولى كان سريعاً لكن بمجرد وصول الروس الى خطوط الدفاع الأوكرانية فان السرعة سوف تتغير بشكل ملحوظ, بالتأكيد ضمن المعسكر الاوكراني من يضع اللوم على اطراف عسكرية بسبب قلة تحصينات المنطقة الرمادية لكن الواقع الاستراتيجي يؤكد صعوبة العمل على تحصينات عسكرية في مناطق قريبة جدا من خطوط التماس وليست بعيدة عن نيران العدو

بعض الإعلاميين ذهب بعيداً للحديث عن مدينة خاركيف كهدف معلن "حتى مع انكار بوتن نفسه لذلك الهدف, الا ان لروسيا تاريخ طويل في محاولات السيطرة على مدينة خاركيف", شخصياً لا أتوقع أي نتائج من هذا الحجم للهجوم الروسي, غالب الامر هو تغيير على الأقل للفترة الحالية في خطوط التماس مع تقدم روسي على كل المنطقة الرمادية وبعض البلدات المحاذية لها مع انتهاء الهجوم مع التعثر بعد الوصول الى عمق خطوط الدفاع الأوكرانية والله اعلم خاصة وان الوحدات الحالية المشتركة في القتال (الرقم التقريبي 60 الف) لا يمكنها ان تغير كثيراً من خريطة خاركيف المدينة التي هي ثاني اكبر مدن أوكرانيا والله اعلم.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022