فاغنر تتهرب من حرب أوكرانيا المذلة و تتجهز للعودة للارتزاق في السودان

نسخة للطباعة2023.05.06

مقال مترجم من موقع سوريا اليوم الناطق باللغة الروسية 

في الأسبوع الماضي  هناك خبرين لافتين للنظر، وكأنهما منفصلين للوهلة الاولى - الاضطرابات في السودان وافول شمس شركة "فاغنر" العسكرية الخاصة.

قال رئيس الشركة المثير للجدل يفغيني بريغوجين في مقابلة مع المدون بيغوف إن "فاغنر" ستتوقف عن الوجود قريبًا ، "ستتلاشى في التاريخ".

يحاولون تصوير هذا الأطروحة بطابع مأساوي وتاريخي وكانها كارثة لا مفر منها.

لماذا حان الوقت لمغادرة أوكرانيا
يزداد وضع الروس  على الجبهة الأوكرانية حول باخموت اذلالاً - فهم ليسوا قادرين على الاستيلاء على هذه المدينة الصغيرة على الرغم من المعركة التي استمرت منذ أغسطس 2022 حتى بمساعدة من قوات فاغنر العسكرية الخاصة وأجزاء من الجيش الروسي النظامي.

يربط الروس باخموت بمعركة فيردان التي دمرت الجيش الروسي في الحرب العالمية الاولى، وبناءً على ذلك ، الانسحاب من المسرح التاريخي في ظل مثل هذه الخسائر يبدو مريحًا للغاية

سيلاحظ المراقبون الأكثر حذرًا أنه لن يكون من الممكن أيضًا لبريغوجين المشاركة في الحرب

التجنيد في السجون لم يعد ممكنًا (الآن تتولى وزارة الدفاع هذا الأمر) ، الأكسجين الخاص بالذخيرة أيضًا مقطوع عن "الموسيقيين" المحتاجين للذخيرة (عمدًا أم لا ، فليس هذا المهم).

إلى التقاعد في السودان؟

في الواقع ، لن يتقاعد بريغوجين.

سينسحب ببساطة إلى الظل، مستمرًا في كسب المال من مشاريعه المعتادة ، مقدمًا خدمات المرتزقة في أفريقيا ، استنادًا إلى عروض أسعار الديكتاتوريات المحلية مع اتباع توجيهات الطبقة الاوليغارشية المقربة من الكرملين.

إذا كان الحديث في السابق عن المؤامرات الدامية في سوريا وليبيا ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى ، فإن التركيز الآن ينتقل إلى السودان ، حيث كان فاغنر على علاقة بالمؤامرات المتعلقة بالتنقيب عن الذهب وتصديره غير المشروع مؤخرًا.

في ظل التصاعد المتزايد للمواجهة بين الهياكل القوية الرسمية وشبه الرسمية في السودان ، تصبح الأمور هناك أكثر ضبابية.

 

يحاول الكرملين استغلال هذا الوضع للحفاظ على بؤر التوتر التي تشتت انتباه الغرب عن الحرب في أوكرانيا وكذلك لكسب المال ببساطة (وفي هذا السياق سيقوم فاغنر بلعب دوره المعتاد).

تتحدث عن ذلك علنًا عدد من الجهات البارزة.

فعلى سبيل المثال ، تعبر فرنسا عن قلقها من أن روسيا قد تستخدم عملية تفكيك السودان كما فعلت في مالي لتوسيع نفوذها في البلاد.

العمليات العسكرية في أفريقيا

تواجد فاغنر في السودان منذ عام 2017 ، عندما بدأت الشركة في توفير التدريب هناك ، بشكل رئيسي لضباط الجنرال محمد حمدان دقلو ، المعروف باسم هميدتي ، الذي يتحكم في قوات الدعم السريع

عرض فاغنر أيضًا دعم استخباراتي للجيش السوداني. مؤخرًا استلمت المجموعة إدارة بعض مناجم الذهب في السودان ، حسبما ذكرت صحيفة New York Times العام الماضي.

في عام 2018 ، أفيد عن عدة زيارات لإيفجيني بريغوجين إلى الخرطوم.

في نوفمبر من العام الماضي ، نشرت كل من لوموند الفرنسية ومشروع دراسة الجريمة المنظمة والفساد تقريرًا عن التحقيق يظهر أن فاغنر حصلت على فرصة الحصول على الموارد الطبيعية في السودان مقابل توفير المعدات الشرطية والتدريب للجيش السوداني.

في غرب السودان وجد بريغوجين منصة انطلاق لعمليات المرتزقة في الدول المجاورة ومصدر محتمل لليورانيوم.

نقلت شبكة سي أن أن مؤخراُ ان فاغنر توفر صواريخ لقوات الدعم السريع لمساعدتهم في محاربة جيش البلاد

في مالي قدمت روسيا وفاغنر الدعم للعسكر في عام 2021 عندما نظموا انقلابًا وأزاحوا المصالح الفرنسية في البلاد. اضطر حوالي 4500 جندي فرنسي موجود في شمال مالي إلى المغادرة.

تعتقد باريس أن موسكو كانت وراء قرار الانقلابيين في مالي لطرد فرنسا وكذلك حملة اعلامية طويلة الأمد تهدف إلى إشعال مشاعر معادية لفرنسا بين السكان المحليين في مالي.

في يناير ، أعلنت بوركينا فاسو عن وقف التعاون العسكري مع فرنسا.

تعتقد باريس أن موسكو كانت وراء حملة مماثلة ضد فرنسا في الدولة الأفريقية ، حيث كانت تعمل بشكل أكثر سرية. وجمعت الحكومة المحلية فجأة حوالي 30 مليون دولار من مناجم الذهب لأغراض "ضرورة عامة" - هناك شكوك بأنها لاستئجار "فاغنر".

 

هل سيحافظ الكرملين على المرتزقة المحترفين. لأي غرض؟

على الجبهة الأوكرانية، لم يعد هناك حاجة لمقاتلي فاعنر ذو الخبرة - فهنا يفترض أن يلبي خط التعبئة والتجنيد الحاجة إلى القوة المقاتلة.

لن يعودوا يستخدموا مقاتلي فاغنر كمجندين لملأ الفراغ بعد الآن، فجنود التجنيد الاجباري السابقين والمتطوعين من"الرجال القويون دون الأربعين" الذين يحاول اعلام البروباغاندا الروسية سالافيوف وسيمانيان تجنيدهم مناسبون لهذا الغرض.

بالفعل استخدام الجنود المحترفين بشكل غير عقلاني خلال هجوم كييف - خاركوف في فبراير 2022 أدى إلى خسائر هائلة بين جهاز الضباط في الجيش الروسي وأدى إلى سلسلة من الهزائم المستمرة و الانسحابات "التكتيكية" ".

ستختفي من المشهد العام الشركة العسكرية الخاصة لبعض الوقت، ولكن يوجد علامات على استخدام فاغنر حيث يريد بوتين تنفيذ مشاريع لتعزيز النفوذ الروسي في افريقيا من جهة وتقويض الأوضاع لأبعاد انظار العالم عن حرب أوكرانيا من جهة أخرى.

 

ليس " لأجل مجد روسيا" ولكن لصالح الأوليغارشية الروسية ولكن على حساب السمعة الدبلوماسية الروسية

فاغنر" هي أداة سرية تحت يد للكرملين تقف في وجه "الشر العالمي في أرجاء الكوكب"، هذا ما يروجه معجبي روسيا الامبراطورية ".

ويعتقدون أن النظام الروسي قد لا يعمل بشكل نظيف، ولكنه على الاقل يعمل من أجل روسيا وعظمتها, لكن الواقع مختلف تماماً .

ان سمعة الدولة الروسية تتضرر بشدة بسبب أنشظة فاغنر اذ يظهر وكأن الدولة الروسية تريد التأثير في الواقع لكنها غير شجاعة بشكل كافي كيف تستخدم قواتها النظامية لمثل هذا التأثير.

- يحصل "فاغنر" على أموال وامتيازات من أنظمة المناطق المحلية - لكن لا يتم إيداع أي شيء من ذلك في ميزانية روسيا.

تذهب الأموال إلى أجور المرتزقة، والامتيازات  لا تحصل عليها الدولة الروسية بل الشركات المرتبطة بالأوليغارشية الروسية.

مثال من سوريا: حصلت شركات روسية غير حكومية مثل "إيفروبوليس" و"كابيتال" المرتبطة بـ بريجوزين، على امتيازات للاستكشاف عن النفط على الساحل السوري واستخراج الغاز من المناطق التي استعادتها من داعش، وليس شركات روسية حكومية مثل "غازبروم".

ومن الممكن أن يتم تطبيق مثل هذا النظام في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث كان مقاتلو "فاغنر" يدافعون عن رئيس البلاد، وحيث اشترى بريجوزين امتيازات مربحة لاستخراج الماس.

يقاتل المواطنون الروس، ويحصل بريجوزين، وليس الميزانية الروسية، على الأرباح، وفي الوقت نفسه تعاني الصورة الدبلوماسية لروسيا.

في الماضي، دعم الاتحاد السوفيتي الأنظمة الدكتاتورية بالمساعدة العسكرية من أجل زيادة وزنه الدبلوماسي.

أما روسيا اليوم، فتهدر هذا الوزن الدبلوماسي الذي تم تكوينه سابقاً باستخدام صورة "الجندي السوفيتي" التي لا تزال مطبوعة في ذهن الكثيرين, يتم هدر هذه الصورة للبحث عن فرص جديدة لمرتزقة فاغنر والاوليغارشية للتربح ..

في النهاية  نشاهد تدهور الفكرة السوفيتية لخلق عالم ثنائي القطب وتتحول بدل من ذلك إلى فكرة كسب المال من قبل الأوليغارشية – علماً أن هذه الأموال بالمناسبة لا تبقى في روسيا بل تذهب إلى حسابات خارجية أصحابها من اغنياء روسيا

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

Сирия Сегодня

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022