علي كايايف.. مصلح قوقازي كبير

المفكر والمصلح الداغستاني علي قايايف
نسخة للطباعة2022.01.21

د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة

علي قايايف، أو زامير علي، أو علي عبد الحميد الغُمُوقي (1878-1943م): مفكر ومربي داغستاني من قومية اللاكي إحدى شعوب جبال القوقاز، تلقى تعليمه الأساسي على يد عدد من شيوخ وعلماء داغستان، وأتقن عدة لغات، وفي العام 1899م خط بيده وحقق كتاب "بارقة السيوف الجبلية في بعض الغزوات الشاملية" لأحد علماء داغستان وهو الشيخ محمد طاهر القراخي (1808- 1880م).

سافر علي قايايف (أو كايايف) للدراسة في الجامع الأزهر بالقاهرة عام 1905م، وهناك تعرف على الفكر الإصلاحي الذي قاده جمال الدين الأفغاني (1838-1897م)، والشيخ محمد عبده (1834-1905م)، والتقى مع الشيخ محمد رشيد رضا (1865-1935م)، وشارك مع الأخير في مجلة "المنار"، وأصبح أحد تلامذة ومنظري الفكر الإصلاحي.

في طريق عودته إلى القوقاز عام 1908م نزل في إسطنبول، وهناك اعتقلته السلطات العثمانية لعدة أيام وأبعدته لروسيا.

في داغستان عمل مدرسا، وافتتح ثلاث مدارس جديدة بأسلوب تعليم عصري، تخرج منها مئات الطلبة الذين حملوا لواء الثقافة والسياسة في القوقاز.

شارك علي قايايف في إصدار صحيفة "جريدة داغستان" باللغتين العربية والروسية في  العام 1913م، وكان قايايف رئيس تحرير الجريدة الفعلي، وأصبحت الصحيفة لسان حال المصلحين المسلمين في القوقاز إلى العام 1918م.

رحب علي قايايف بثورة فبراير عام 1917م على حكم أسرة رومانوف القيصري ورأى فيها بداية الحرية لشعوب القوقاز، وشارك في الحياة السياسية، وانتخب عضوا في مجلس داغستان الإقليمي.

اعتزل الحياة الإجتماعية بعد سيطرة الشيوعية على القوقاز، واتجه للتدريس والأنشطة العلمية، ولكنه اعتقل عام 1930م بتهمة المشاركة في أنشطة معادية للثورة، وحكم عليه بالنفي إلى جنوب الأورال لمدة 5 سنوات.

أطلق سراحه عام 1934م، وقام بمتابعة بحثه وترحاله للكتابة عن تاريخ داغستان وجمع وحفظ الكتب والمخطوطات، وعمل كموظف في معهد البحث العلمي في مدينة محج قلعة بداغستان.

اعتقل مرة أخرى عام 1939م، وبعد عام من الحبس الإنفرادي، حُكم عليه بالسجن والنفي إلى كازاخستان لمدة 5 سنوات بتهمة التجسس لصالح تركيا.

توفي علي قايايف في معتقله بعد إصابته بمرض التيفوئيد، في العام 1957م تمّ إعادة الاعتبار له وتبرأته من التهم التي نُسبت له.

كان قايايف مهتما بإصلاح طرق التدريس والتعليم في مدارس المسلمين، ودعا للاهتمام باللغات الأم للشعوب المسلمة إلى جانب اللغة العربية، وقد كتب عدة كتب مدرسية منها "رسالة في علم الفلك الجديد" و"الجغرافيا الفيزيائية"، وكتبا أخرى منها: "قواعد اللغة اللاكية"، "مواضيع في اللغة وتاريخ داغستان"، "الشريعة الإسلامية" و"تاريخ الحرب الأهلية"، وغيرها؛ إضافة إلى عشرات المقالات في العلوم الطبيعية والتربوية والإنسانية.

علي قايايف مصلح ومؤرخ موسوعي كبير، دعا إلى إصلاح التعليم والاستفادة من منجزات الحضارة الغربية، وقد ترك أثرا في ثقافة شعوب القوقاز.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

أوكرانيا برس

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022