بهبودي.. أبرز مجددي وسط آسيا

نسخة للطباعة2022.01.10

د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة

محمود خوجه بهبودي (1874-1919م): عالم وكاتب وناشط ومسرحي أوزبكي، ولد في عائلة متدينة يعود أصلها للشيخ أحمد يسوي (المتوفى عام 1166م)، فقد كان والده عالما ومفتيا لسمرقند. وقد اهتم بالعلوم الشرعية، كما أتقن عدة لغات منها العربية.

تلقى محمود خوجه تعليمه في سمرقند وبخارى، وأصبح إماما ثم قاضيا ثم مفتيا لسمرقند. كما ساهم في تأسيس عدة مدارس، وتأمين وتطوير مناهجها.

سافر لأداء فريضة الحج بين عامي 1899-1900م ، وزار القرم ومصر واسطنبول وبعد عودته أسس دارا للنشر، وبين عامي 1903-1904م زار موسكو وسانت بطرسبورغ وقازان وأورينبورغ والقرم، وتواصل مع المفكرين والمثقفين التتار، وأصبح في العام 1905م عضوا في حزب "إتفاق المسلمين"، ثم زار قازان وأوفا عام 1907م، وترأس وفد تركستان إلى مؤتمر مسلمي روسيا في أغسطس من عام 1907م في مدينة نيجني نوفغورد بروسيا.

أصدر محمود خوجه بين عامي 1913-1914م صحيفة "سمرقند"، ومجلة أسبوعية ثقافية منوّعة بعنوان "أُينه" أي المرآة، والتي نشر فيها مذكراته عن رحلاته، ثم سافر عام 1914م مرة ثانية إلى اسطنبول والتقى هنالك بالمفكر التتري اسماعيل غسبرنسكي (5118- 1914م)، ثم زار القدس والخليل وبيروت ودمشق وبور سعيد.

شارك المفتي بهبودي في المؤتمر الإسلامي التركستاني في طشقند عام 1917م، وفي نفس العام انتخب عضوا في المجلس البلدي لمدينة سمرقند، وأيد الحكم الذاتي في تركستان وكتب في ذلك.

ينتمي محمود خوجه بهبودي إلى جيل المصلحين المجددين الذين تأثروا بأفكار جمال الدين الأفغاني (1838-1897م) وإسماعيل غسبرنسكي.

ألّف بهبودي عشرات الأعمال، ومن كتبه: موجز الجغرافيا العامة عام 1903م، كتاب للأطفال عام 1904م، تاريخ موجز للإسلام عام 1904م، ممارسة الإسلام 1905م، جغرافية مختصرة لروسيا عام 1908م.

يعد بهبودي صحفيا أيضا فقد كتب أكثر من 200 مقالة باللغتين الأوزبكية والطاجيكية حول التعليم والمدارس والثقافة والعلم والتاريخ وضرورة تعلّم اللغات.

يعد محمود خوجه بهبودي كاتبا مسرحيا بل هو حسب النقاد الأوزبك مؤسس الدراما الأوزبكية، فقد ترك عدة مسرحيات منها مسرحية بعنوان "باداركوش" أي قاتل والده الصادرة عام 1911م، والتي تعد قمة أعماله الأدبية، سلّط الضوء فيها على الآثار السيئة للجهل والأمية ودعا الشباب المسلم للتعلّم، وقد قُدمت المسرحية على مسارح سمرقند وبخارى وطشقند عام 1914م.

رفض الحاج محمود خوجه بهبودي الفكر الإشتراكي والإيديولوجية الشيوعية ووصفها بأنها "عنيفة".

قتل –رحمه الله- بعد اعتقاله من قبل موالين للبلاشفة حسب بعض الدارسين.

لقد كان محمود خوجه بهبودي أحد رواد الحركة الثقافية والإجتماعية والسياسية في تركستان في أوائل القرن العشرين، وأحد المناضلين الداعين لحرية واستقلال تركستان.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

أوكرانيا برس

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022