الشيخ الأوزبكي محمد صادق.. عالم وسياسي كبير

نسخة للطباعة2021.12.03

د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة

الشيخ محمد صادق محمد يوسف (1952- 2015م): عالم إسلامي وسياسي أوزبكي، ولد في منطقة أنديجان، وتلقى تعليمه –متفوقا- في مدرسة "مير عرب" بمدينة بخارى، ثم التحق بالمعهد الإسلامي العالمي "معهد الإمام البخاري"بمدينة طشقند، وعمل محررا في مجلة "المسلمون في الشرق السوفيتي" بين عامي 1975-1976، ثم التحق عام 1976م بجامعة الدعوة الإسلامية في ليبيا، وتخرج منها عام 1980م.

حال عودته لوطنه عمل في قسم العلاقات الخارجية في الإدارة الدينية لمسلمي آسيا الوسطى وكازاخستان، وكذلك مدرسا في معهد الإمام البخاري منذ العام 1981م، وبعد مرور عام عُين نائبا لرئيس المعهد، ثم رئيسا له عام 1984م.

تم انتخابه رئيسا ومفتيا للإدارة الدينية لمسلمي آسيا الوسطى وكازاخستان عام 1989م، وفي نفس العام انتُخب عضوا في مجلس السوفييت الأعلى لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية.

طالب الشيخ محمد صادق محمد يوسف الدولة السوفيتية باستعادة الحقوق الدينية وحمايتها، وقد نجح في هذه الفترة باستعادة وافتتاح عدد من المساجد والمؤسسات التعليمية الإسلامية، وإصدار عدد من الصحف والمجلات والكتب، كما تم اعتماد مرسوم بشأن تنظيم حج مسلمي الإتحاد السوفيتي بناء على طلبه، وحاول الشيخ محمد صادق التخلص من الوصايا الأمنية السوفيتية على الإدارة الدينية، ودافع عن استقلالية الإدارة الدينية في إقامة علاقات مع المؤسسات الدينية الخارجية.

بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، أصبح الشيخ محمد صادق المفتي الأول لأوزبكستان، وقد نشطت الحياة الدينية في عهده، لكنه اضطر للاستقالة من منصبه في العام 1993م، وغادر البلاد بضغط من السلطات الأوزبكية، لينتقل بعدها إلى مكة المكرمة ثم إلى ليبيا، وعاد ثانية إلى أوزبكستان بدعوة رسمية من الحكومة الأوزبكية في العام 2000م.

كان للشيخ رحمه الله حضور وعلاقات قوية على المستوى المحلي والعالمي، فهو عضو في عدة مؤسسات دولية أهمها الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والأكاديمية الملكية للفكر الإسلامي في الأردن، والمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وعضو المجلس الأكاديمي للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد، كما نال "وسام النيل" من جمهورية مصر العربية، وشارك في الكثير من المؤتمرات المعنية بالشؤون الإسلامية في العالم.

كرّس الشيخ محمد صادق سنواته الأخيرة للأنشطة العلمية والتعليمية الإسلامية من خلال خطبه ومحاضراته ودروسه المسجدية والإذاعية، كما نشر العديد من المقالات، وأكثر من أربعين كتابا، منها: ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأوزبكية في 22 مجلد، وكتاب " الأحاديث والحياة" وهو ترجمة وتعليقات على كتاب التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول للشيخ منصور علي ناصف، وترجمة وتعليق على كتاب مختصر الوقاية في ثلاثة أجزاء، وكتاب "المذاهب رمز للوحدة"، و"العقيدة السنية" و"علوم القرآن" و"مصطلح الحديث"، و"تربية النفس" في 3 أجزاء، و"شرح الحكم العطائية"، و"هذا رسول الله"، و"الوسطية طريق الحياة"، و"حول الإختلاف"، و"الإسلام والبيئة"، وغيرها، وترجمت أعماله إلى لغات عدة كالروسية والكازاخية والإيغورية والقرغيزية والعربية.

يعد الشيخ محمد صادق محمد يوسف عالم إسلامي بارز في آسيا الوسطى والعالم الإسلامي، فهو مفسر ومفكر إسلامي كبير، ويكن له الأوزبك الكثير من الحب والإحترام.

وظل يدعو إلى الإلتزام بالتعاليم الإسلامية السمحة، والحفاظ على قيم الأسرة المسلمة، ونبذ التعصب والخرافات، والدعوة إلى السلم الأهلي في المجتمع.

توفي -رحمه الله- في مدينة طشقند، وحضر جنازته أكثر من مئتي ألف شخص.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

أوكرانيا برس

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022