عبد القيوم ناصري.. عالم موسوعي تتري

طابع بريدي سوفيتي صادر عام 1952م بمناسبة مرور 50 عاما على وفاة الموسوعي التتري عبد القيوم ناصري
نسخة للطباعة2021.11.26

د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة

عبد القيوم عبد الناصر ناصري (1825-1902م): عالم لغوي كبير وأديب ومصلح تتري، ولد في قرية بمقاطعة قازان في عائلة متدينة، كان والده إماما وأستاذا في فن الخط، تلقى تعليمه اللغوي والشرعي في كتّاب والده، ثم درس العلوم الدينية في المدرسة "القاسمية" الشرعية، ثم التحق للدراسة بجامعة قازان.

عمل عبد القيوم ناصري معلما في مدارس قازان الشرعية والحكومية منذ العام 1855م، ومدرسا في معهد قازان اللاهوتي، وافتتح أول مدرسة روسية تترية في قازان عملت بين العامين (1871-1876) وأنفق عليها من ماله الخاص بهدف تعليم أطفال المسلمين التتار، وبصفته مؤلفا للعديد من الأعمال في اللغة والتاريخ تم انتخابه عضوا في جمعية علوم الآثار والتاريخ والإثنوغرافيا بجامعة قازان.

كان عبد القيوم ناصري معلماً متعدد المواهب، فقد كانت له دراية في علم النجارة والطبخ والطب وعلم الأعشاب، وكان مربيا وناقدا أدبيا ومؤرخا وفلكلوريا، وترك ناصري إرثا كبيرا يزيد عن 60 مؤلفا وعملا بحثيا في علوم الفلسفة والشريعة والأدب والتاريخ واللغة التترية وكتب مدرسية وغيرها، وكان أول من ألف كتب في الرياضيات باللغة التترية، وأول من ألّف قاموسا كبيرا للغة التترية، إضافة إلى قواميس ثنائية اللغة، وجمع حكايات وأمثال وأغاني التتار في كتاب خاص، وأصدر 24 تقويما سنويا، والتي كانت في محتواها تشبه الموسوعات. كما حاول ناصري إصدار صحيفة يومية تترية ولكن الحكومة القيصرية لم تسمح له.

من مؤلفاته: كتاب "قواعد موجزة للغة التترية في أمثلة" صدر عام 1860م، وكتاب "الحساب" صدر في العام 1873م، و"معتقدات وطقوس تتار قازان" صدر عام 1880م، كتاب "تاريخ الأنبياء للأطفال" نشر عام 1884م، و"رسالة كبيرة في الأخلاق" صدر عام 1890م، و"تقويم باللغة التترية للأعوام 1891-1898م" صدر عام 1890م، و"كتاب عن التربية" صدر عام 1891م، و"فن الطبخ" نشر عام 1893م، و"الجغرافيا الكبيرة" في ثلاث أجزاء صدر عام 1898م، وكتاب "وظيفة أعضاء الجسم وعلم النظافة" صدر عام 1894م، وكتاب "نماذج من الأدب الشعبي لتتار قازان".

لقد كان عبد القيوم ناصري لغويا كبيرا أخذ على عاتقه عملية تشكيل وتطوير القواعد والأساليب اللغوية للغة التترية، وقد جمع بين الثقافتين الروسية والتترية وحاول من خلال كتاباته إثرائهما بشكل متبادل.

ويعد أحد مصلحي التتار الكبار في القرن التاسع عشر الميلادي أمثال: شهاب الدين مرجاني (1818-1889م)، وسعيد (ولد 1732م) وإسحاق (توفي 1800م) وإبراهيم (1778-1829م) خلفيني، وحسن فيض فايزخانوف (1823-1866م).

تبرع عبد القيوم ناصري قبل وفاته بكامل أملاكه لبناء مسجد جديد في قريته.

أصبح بيت عبد القيوم ناصري الخشبي الذي عاش فيه سنوات قبل وفاته بقازان متحفا له في العام 2002م ضمّ عددا من كتبه ومخطوطاته ورسائله وبعض المتعلقات الشخصية. كما تأسست في العام 1995م جائزة تحمل اسمه في علوم التربية، وهناك عدة أماكن وشوارع وتماثيل تحمل اسمه في تتارستان.

كان الشيخ عبد القيوم ناصري يسعى لمحو الأمية ورفع المستوى التعليمي والتربوي والثقافي بين المسلمين التتار من خلال حثهم على إتقان اللغتين الروسية والتترية، ويعده الباحثون واضع أسس اللغة التترية الأدبية، وأصبح بعلمه وفكره مثالا للشباب والمفكرين التتار المصلحين من بعده.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

أوكرانيا برس

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022