شركات أوكرانيا تلاحق "نورد ستريم 2".. هل ينتهي كابوس الغاز؟

نسخة للطباعة2021.10.22

يبدو أن خط أنابيب الغاز الروسي المثير للجدل "نورد ستريم 2" قد يكون أمل أوروبا الوحيد في حل أزمة الغاز الخانقة بالقارة العجوز.

انخفضت التدفقات اليومية للغاز بأوروبا في شهر أكتوبر الجاري، وتباطأت شركة "غازبروم" الروسية في إعادة ملئ مرافق التخزين التي تمتلكها في أوروبا، مما زاد الضغط التصاعدي على الأسعار.

ممانعة أوكرانية

ووسط استمرار الأزمة، تقدمت شركتا غاز أوكرانيتان مملوكتان للدولة، بطلب إلى الوكالة الاتحادية الألمانية للشبكات، الجهة المنظمة للطاقة، من أجل المشاركة (من أجل التأثير على ما يبدو) على عملية الموافقة على خط أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم 2"، بحسب ما أعلنتاه في بيانين منفصلين، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية "د ب ا".

وقال سيرهي ماكوجون، المدير العام لمشغل نظام نقل الغاز الأوكراني "جاز تي إس أو"، إن خط "نورد ستريم 2 " لن ينوع طرق نقل الغاز، ويهدد أمن الإمدادات الأوروبية.

كما أعلنت شركة الغاز الأوكرانية "نافتوغاز" المملوكة للدولة، أنها تقدمت بالفعل للمشاركة في إجراءات الموافقة، مضيفة أن منح رخصة تشغيل لخط الأنابيب الذي يمر أسفل بحر البلطيق، أثر على المصالح التجارية لجميع الأوكرانيين.

ماذا تعني الموافقة؟

ويشار إلى أن الوكالة الاتحادية للشبكات أمامها حتى مطلع يناير 2022، لتقرر ما إذا كانت ستصدر مشروع البنية التحتية الضخم برخصة تشغيل أم لا.

وفي حال تمت الموافقة، فمن المقرر أن يقوم "نورد ستريم 2" بنقل ما يصل إلى 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا إلى ألمانيا، من حقول الغاز الروسية.

في مؤتمر للطاقة بموسكو الأسبوع الماضي، بدا أن الرئيس فلاديمير بوتين يشير إلى أن روسيا قد تعرض المزيد من الغاز.

لكنه أعرب أيضاً عن أسفه للتقدم البطيء في الحصول على الموافقة لتشغيل خط أنابيب "نورد ستريم 2"، وهي عملية قد تستغرق وقتا حتى مطلع 2022.

يقوم المنظمون الألمان حالياً بمراجعة طلب روسيا للحصول على موافقة الجهات التنظيمية، لكنهم قالوا إن قرارهم الأولي قد يصدر فقط خلال يناير القادم، وبعد ذلك سيتعين على المفوضية الأوروبية أيضاً إعطاء الضوء الأخضر لبدء تشغيل خط الأنابيب.

قال بوتين: "إذا تمكنا من زيادة الشحنات عبر هذا الطريق، فإن هذا سيُخفف بدرجة كبيرة التوتر في سوق الطاقة الأوروبية. ومع ذلك، لا يمكننا القيام بذلك حتى الآن بسبب العوائق الإدارية".

ارتفاع أسعار الغاز

ارتفعت أسعار الغاز بنسبة تصل إلى نحو 400 بالمئة هذا العام في أوروبا، مدفوعة بانخفاض المخزون مع زيادة الطلب مع عودة النشاط الاقتصادي الصناعي. 

وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى احتمالات تواصل استمرار ارتفاع الأسعار خلال الشهر المقبل أيضا وقبيل حلول فصل الشتاء، بما يزيد الضغوطات على المستهلكين.

كما تواجه الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة أزمة تتفاقم يوماً تلو الآخر مع تصاعد أزمة الغاز، وبشكل خاص بالقارة الأوروبية.

يصل إنتاج روسيا من الغاز إلى نحو 669 مليار متر مكعب، فيما تصل صادرتها منه إلى 197 مليار متر مكعب، كأكبر مصدر للغاز في العالم. 

ونقلت "بلومبرغ" في عن محللين مطلع الأسبوع، أنباءً حول اتجاه الشركة الروسية غازبروم لرفع توقعاتها حول السعر الذي سوف يتم تصدير الغاز إلى أوروبا وتركيا به خلال العام الجاري، من 270 دولاراً إلى ما بين 295 و330 دولاراً لكل ألف متر مكعب. 

وتتوقع روسيا زيادة إمداداتها لأوروبا وتركيا والصين إلى 197.3 مليار متر مكعب هذا العام.

نداء للتخلي عن الغاز

وحثت أورسولا فون دير، رئيسة المفوضية الأوروبية، أمس الأربعاء، دول الاتحاد الأوروبي الـ27 على التخلي عن الغاز الطبيعي.

وقالت إن هذا الأمر ليس فقط لتسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة، ولكن أيضًا لجعل الاتحاد لاعبا أكثر استقلالية في العالم.

وقالت أكبر مسؤولة في الاتحاد الأوروبي، عشية قمة الاتحاد الأوروبي التي تركز على أزمة الطاقة، للمشرعين الأوروبيين، إنه بما أن الاتحاد يستورد نحو 90٪ من احتياجات الغاز، ومعظمها من روسيا، فإن هذا الأمر "يجعلنا معرضين للخطر".

ومن أجل هذا الأمر، أبدت دير رغبتها بأن يضاعف الاتحاد الأوروبي عملية الانتقال السريع إلى الطاقة النظيفة المولدة من الرياح والشمس، والتي قالت أنه يمكن إنتاجها محليًا وستكون في النهاية أرخص بكثير من الوقود الأحفوري المستورد.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

"العين" الإخبارية

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022