العالم الرئيس علي خان توره.. رئيس جمهورية تركستان الشرقية

علي خان توره شاكر جان ساغوني 1885-1976م
نسخة للطباعة2021.07.09

د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة

استولت الصين على أراضي الإيغور عام 1759م، بعدها قام المسلمون بثورات متعددة ضد الحكم الصيني أعوام 1820- 1828م، وعام 1865- 1880م، فيما اتبع الصينيون سياسات الإبادة والتهجير القسري والإضطهاد والملاحقة وطمس معالم الثقافة الإيغورية، فانخفض عددهم من 90% إلى 70% من نسبة سكان الإقليم.

علي خان توره شاكر جان ساغوني (1885-1976م): رجل دولة وسياسي وأديب وذو نشأة دينية، ولد على الأراضي التركستانية لعائلة علم أوزبكية (بالاساغون مدينة في قيرغيزيا اليوم، وهي موطن جده). 

تعلم في مدارس مدينة بخارى، وحفظ القرآن الكريم، وأتقن العربية والفارسية، وحج بيت الله الحرام مرتين عامي 1904 و 1924م (حسب بعض المصادر)، ثمّ درّس بين العامين 1915- 1923م في مدارس بخارى. 

وفي عشرينيات القرن العشرين وبسبب انتقاده للسلطات الشيوعية سجن لأول مرة، ثم اعتقل مرة أخرى في العام 1930م، وحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات، وخلال نقله لأحد مخيمات الإعتقال هرب وانتقل في العام 1931م إلى مدينة "غولجا" بمناطق الإيغور، عمل فيها ببعض الحرف والتجارة وعلّم القرآن والإسلام، وسرعان ما أصبح إماما للمسجد الجامع فيها.

اعتقلته السلطات الصينية عام 1937م بسبب انتقاداته لسياساتها، وخرج في العام 1941م بعد توسط من جانب رجال متنفذين من الإيغور. وقد انتمى علي خان توره في شبابه إلى العديد من المنظمات القومية.

جمهورية تركستان الشرقية:

دعم الروس الثورة الإيغورية وقيام دولة تركستان الشرقية، فقد قاد علي خان توره ثورة في العام 1944م، وأعلن مع رفاقه قيام "جمهورية تركستان الشرقية" في 30 يناير عام 1945م وعاصمتها مدينة "غُولجا"، وهي الجمهورية الثانية للإيغور في فترة الحكم الصيني للبلاد، وقد كانت الدولة الأولى بين تاريخيّ 12 نوفمبر 1933 إلى 6 فبراير 1934م.

قامت "جمهورية تركستان الشرقية" في أقصى شمال غرب الصين (على جزء من أراضي تركستان الشرقية)، واعتمدت رسمياً اللغتين الإيغورية والروسية، وبنت جيشا تحت مسمى "الجيش الوطني لتركستان الشرقية" قوامه 60 ألف مقاتل من الإيغور والكازاخ. وأنشأت مطبعة وبنيت المدارس، وأصدرت مجلة شهرية، وطبعت عملة خاصة بها.

رفض علي خان توره الوصاية الروسية على بلاده، وتمسك بالإستقلال التام لدولة تركستان، فدخل في نزاع مع الروس، واستعد للحرب ضدهم، وهنا اتفق السوفيّت وبعض الشيوعيين الإيغور من جهة مع الصينين من جهة أخرى على إنهاء استقلال دولة تركستان فاقتحمت القوات الصينية ولايات الإيغور في العام 1949م وقضوا على هذه الدولة.

لقد كان علي خان توره أديباً أيضا، فقد ترك عدة كتب وأبحاث منها: كتاب "مأساة تركستان" عرض فيه معاناة شعبه، وكتاب "التاريخ المحمدي" وهو في السيرة النبوية، وديوان شعري.

خُطف علي خان توره من تركستان مع مجموعة من زعماء الإيغور في 28 يوليو من عام 1946م من جانب المخابرات السوفيتية بعد أن خشيت من نفوذه وطموحاته، وظل تحت الإقامة الجبرية إلى أن توفي في طشقند، وكان قد خلفه في رئاسة الجمهورية الوليدة الشيوعي أحمد جان قاسمي (1914- 1949م).

أغلقت الحكومة الصينية آلاف المساجد في مناطق الإيغور (أكثر من 28 ألف مسجد)، والمدارس الإسلامية (ما يزيد عن 18 ألف مدرسة)، وطبّقت على مناطقهم سياسة "التصيين" من خلال: مصادرة الأملاك والأوقاف واعتقال الأثرياء، ومنع مظاهر التدين من صيام وحجاب المرأة المسلمة وإجبار النساء الإيغوريات على الزواج من الصينيين، واستقدام موظفين صينيين في الإدارات الحكومية.

لقّب الإيغور علي خان توره –رحمه الله- ب "المارشال"، ويعد من رجال العلم والسياسة، وظلت أفكاره حاضرة بين أبناء الإيغور، الذين قاموا بالعديد من المظاهرات وحركات التحرر في الفترة بين العامين 1949- 1968م للمطالبة بحقوقهم.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

أوكرانيا برس

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022