لماذا تختلف خطابات بايدن عن أفعاله؟

نسخة للطباعة2021.07.09

أكمل بايدن أول رحلة خارجية له، الشهر الماضي، حين سافر إلى أوروبا لحضور اجتماعات مجموعة السبع، وأجرى مناقشات مع قادة الناتو، وعقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 

من الممكن أن توفر أولى رحلات الرئيس الأمريكي الخارجية، عدة أدلة على توجهات السياسة الخارجية لبايدن.

ويبدو أن جو بايدن وإدارته يؤسسون لسياسته المتعلقة بالأمن القومي حول موضوعات مهمة، مثل المنافسة بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية، والتزام أمريكا بالتحالفات الخارجية. 

لكن مع ذلك، فإن الفجوة الواضحة بين خطاب الرئيس بايدن وأفعاله، قد تخاطر بتقويض كل من رسالته واستراتيجيته. وعلاوة على ذلك، قد يكون للخطاب السياسي الخاص به عواقب وخيمة على بناء تحالفات قوية لمواجهة الصين.

واستنادًا إلى أول رحلة خارجية لبايدن، يبدو أنه وإدارته يركزون على ثلاث رسائل أساسية:

أولاً:  المنافسة بين الديمقراطية والأنظمة الاستبدادية. 

ثانيًا: فكرة أن أمريكا عادت بقوة على الساحة العالمية. 

ثالثًا: التزام أمريكا بتحالفات "الناتو"، المحدد بالمادة 5.

ومن المرجح أن تشكل هذه الأفكار أساس نهج السياسة الخارجية لبايدن، بما في ذلك استراتيجيته للأمن القومي، والارتباطات الخارجية، وعقيدة الأيديولوجية.

لوحظ أن خطاب بايدن يبدو لا يتماشي بشكل كبير مع أفعاله، فقد أشار الرئيس الأمريكي مرارا وتكرارا إلى التنافس بين الديمقراطية والأنظمة الاستبدادية، بما في ذلك من خلال الترويج اجتماعاته مع دول الشرق ودول البلطيق، لكن إدارته لا تتخذ موقفا متشددا بشأن خط أنابيب نورد ستريم 2، الذي يشجع روسيا الاستبدادية بشكل واضح على حساب أوكرانيا الديمقراطية.

وأكد بايدن أن التزام أمريكا بالمادة 5 من معاهدة شمال الأطلسي، والمعروفة أيضا باسم التزام الدفاع المشترك. لكن المادة 5 تعتمد على المادة 3، وهي التزام حلفاء الناتو بتطوير والحفاظ على القدرات الدفاعية الفردية، والتي لم تحظ باهتمام كبير. 

وعلى الرغم من أن الرئيس بايدن كرر أن "أمريكا عادت" خلال رحلاته الخارجية، مما يشير إلى أن القيادة الأمريكية لسلفه "دونالد ترامب" كانت غائبة، ويبدو أن مفهوم القيادة عند إدارته هو أنها كسب ود الحلفاء وتعزيز الانسجام بين الأفراد.

وتقوم إدارة بايدن بتعريف الديمقراطية بمصطلحات "بسيطة جدا" لتشمل فقط دولا مختارة. وبهذا، إدارة بايدن تكرر أخطاء فترة حكم أوباما في تعريف أوروبا على أنها ألمانيا وقيادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

مجلة "ذي ناشيونال إنترست"

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022