النتائج في بيروت بعد شهرين من انفجار المرفأ

نسخة للطباعة2020.10.06
إيليا كوسا - خبير في "المعهد الأوكراني للمستقبل

مر شهران بالتمام والكمال على الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت وأودى بحياة أكثر من 190 شخصا.

استقالت الحكومة خلال هذا الوقت، وفشل رئيس الوزراء المكلف بتشكيل حكومة جديدة، ما أدى إلى استقالته هو أيضا مع تفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية، فكسر سعر صرف الدولار في السوق السوداء رقما قياسيا جديدا، بالتزامن مع اجتياح الموجة الثانية من فيروس كورونا للبلاد.

يمكن وصف النتائج المرحلية لهذه القصة على النحو التالي:

1. نجحت القوى الخارجية في زيادة نفوذها في بيروت، محفزة استقالة حكومة حسان دياب، وخاصة فرنسا والولايات المتحدة، لكنها فشلت في الحصول على موطئ قدم، بالإضافة إلى أنه لم تتشكل حكومة جديدة. 

فشلت حتى الآن محاولة إيمانويل ماكرون المظفرة والمتعجرفة لـ"إنقاذ" لبنان، جالبة الراحة لأكبر منافسيه، مثل الولايات المتحدة وتركيا والمملكة العربية السعودية مع الإمارات العربية المتحدة.

2. أضعف الانفجار لبنان على ساحة السياسة الإقليمية، وجعله يعتمد على المساعدات المالية والإنسانية الخارجية.  

وسرعان ما أدى ذلك إلى تسييس العمل الإنساني  وفتح المجال لفرض المطالب على لبنان مقابل المساعدات. 

أدى هذا الضغط بالنتيجة إلى موافقة لبنان على بحث ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، التي اكتشف عند تقاطعها احتياطيات من الغاز الطبيعي.

3. لم تتعلم النخب اللبنانية من الدروس السابقة، فتواصل العيش وكأن شيئا لم يحدث، مولية اهتمامها الأول لتقاسم الحقائب الوزارية وتوزيع التدفقات المتراجعة والرفاهية الشخصية. تلعب القوى الخارجية على ذلك من خلال شراء ولاء القوى اللبنانية لتعزز مصالحها.

4. تضاءلت موارد لبنان المالية، وفاقم الانفجار الوضع الداخلي، مدمرا ما تبقى من ثقة بين الحكومة والمجتمع. 

هذا أدى إلى اختلال التوازن في العلاقات الاجتماعية والاستقطاب السياسي، التي تنعكس على شكل مناوشات وصراعات على أسس عرقية ودينية، وصراع على الأرض.

5. راح الشارع المحتج يتحول تدريجيا إلى منصة سياسية موحدة كبديل للأحزاب البالية، ولكنه شهد انقساما بين الـ"نشطاء" الموالين للغرب والقوميين الموالين للبنان.

6. لم يفقد حزب الله موقعه، حتى بعد استقالة حسان دياب، غير أن مساحة المناورة لديه تضاءلت، كما هو الحال عند جميع مكونات "الدولة العميقة"، ويرجع ذلك أساسا إلى الأزمة التي قلّصت السوق والموارد الاستراتيجية بشدة، والتي دارت حولها الصراعات في بيروت دائما.

7. مستجيبة لظواهر الأزمة، قامت بعض الأحزاب (حزب الله الشيعي وأمل والدروز والجبهة الوطنية الحرة) بتقليص عملية عبور قيادتهم، معتمدة مسار الحفاظ على الذات كوسيلة للنجاة من العاصفة. 

يمر السنة بأزمة قيادية بعد تدهور العلاقات بين السعودية وسعد الحريري بشكل كامل، وتحول الرياض للمراهنة على أخيه.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

أوكرانيا برس

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022