خذوا العبرة من ألمانيا ودعوا مسألة اللغة الأوكرانية جانبا...

نسخة للطباعة2020.07.22

 بوريسلاف بيريوزا - نائب برلماني أوكراني

عندما أسمع شخصا ما يثير مسألة اللغة قبل الانتخابات (المحلية)، أدرك أنهم يستخدمون من جديد هذه التكنولوجيا في أوكرانيا، وهي ناجحة بالفعل.

ليس هناك شيء أكثر فعالية لتقسيم المجتمع وتجييش الأنصار من "مسألة اللغة"، وخصوصا قبيل الانتخابات.

اتركوا هذا الموضوع. انسوه. انسوه إلى الأبد. لغة الدولة واحدة لا غير، وهي الأوكرانية. كل مسؤول ملزم بمعرفتها والتحدث بها. أما في المنزل وفي الشارع وفي شبكات التواصل الاجتماعي وفي الاتصالات الشخصية، فاستخدموا اللغة التي تريدون. 

الدراسة في المدارس باللغة الأوكرانية فقط. يمكنكم أيضا إعطاء أطفالكم فرصة لتعلم العديد من اللغات. هذا يجب أن يكون موضع ترحيب فقط. يدرس أطفالي باللغة الأوكرانية، ولكن هذا لا يمنعهم من التحدث باللغة الروسية أو الإنجليزية أو تعلم اللغة الألمانية. 

هم (الأطفال) لا يفهمون لماذا يجادل الكبار حول هذه المسألة، ولا يرون أية مشكلة إذا كانوا يدرسون باللغة الأوكرانية، ربما يعود ذلك لأنهم يخططون للعيش في أوكرانيا، وليس في مستعمرة روسية، بل في أوكرانيا، وبالتالي لا تزعجهم إطلاقا دراسة لغة الدولة.

لدى ألمانيا جالية تركية ضخمة، ليست كبيرة وإنما ضخمة. غير أن التعليم في المدارس يجري باللغة الألمانية. يتحدث المسؤولون في جميع المؤسسات الحكومية اللغة الألمانية. حتى لو كانوا أتراكاً أو يهودا. 

هذه القاعدة واحدة للجميع. في حين يتحدثون بأية لغة في المنزل أو في الحانة مساء أو في الشارع مع الأصدقاء. 

في إستونيا الصغيرة الجميلة، لا يمكن الحصول على الجنسية إذا كان الشخص لا يعرف اللغة الإستونية. عدد الأشخاص الحاملين جوازات سفر "غير مواطنين" ينخفض كل عام. إذ اتضح أنه من الأسهل تعلم اللغة. 

رغم أن روسيا تحاول تعكير المياه هناك أيضا. تعد اللغة بالنسبة للإستونيين واحدة من العلامات الإلزامية للدولة. إن كنت تريد تعلم اللغة الروسية في إستونيا، تعلم. لن يمنعك أحد. هل تريد التحدث بها؟ تفضل. تريد أن تكون مسؤولا حكوميا؟. يجب عليك أن تتقن اللغة الإستونية. فلماذا أنتم أسوأ؟

يزعجني أيضا هواة التحدث "بلغة القمامة". هم أولئك الذين يتحدثون عن "بأية لغة يجب أن أقرأ الكتب وبأية لغة يجب أن أكتب النصوص وأية لغة يجب أن أستخدم في الحياة اليومية". 

قولوا أيضا أن في عملية مكافحة الإرهاب (ضد الانفصاليين) يجب أن يشارك فقط المتحدثون باللغة الأوكرانية. ماذا سنفعل حينها مع 60% من المتحدثين بالروسية هناك؟ بمن نستبدلهم؟ لذا، لا داعي لأن تشيروا لأحد ما أية لغة يجب أن يستخدم في الحياة اليومية. راقبوا أنفسكم وأحبوا أوكرانيا ليس بالكلام وإنما بالفعل.

أنا أعرف أربعة لغات: الأوكرانية والروسية والإنكليزية والعبرية. وأعرف أن منشوري لن يرضي الجانبين. لكنني تعبت حقا من هذه المشكلة المختلقة. 

أوكرانيا تتبع مسار الأكرنة، وهذا أمر جيد. المهم أن يكون هناك من يتحدث الأوكرانية. لأنه في حال تشتت الجميع، سيتحدث الأوكرانيون حينها في جميع أنحاء العالم البولندية والإنكليزية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية والألمانية والإستونية والفرنسية والصينية وحتى العبرية. وستسمع في أوكرانيا اللغات المختلفة تماما. 

يجب على السياسيين تهيئة الظروف لكي يعيش الناس حياة طبيعية، وإلا سوف يغادرون إلى حيث هذه الظروف موجودة وسيتعلمون لغة جديدة. 

أنهوا الحروب اللغوية الغبية. أود لو يتوقف السياسيون عن استخدام الناس لاكتساب المزيد من السلطة، وأن يبدؤوا باستخدام السلطة لخلق الظروف المعيشية اللائقة لكل أوكراني يريد العيش في بيته الكبير أوكرانيا!.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت"

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022