إرهابي أم "كبش فداء".. تفاصيل مثيرة حول اعتقال مصري في أوكرانيا

نسخة للطباعة2020.05.09

نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يسعى إلى "إنجاز كبير جديد" -على ما يبدو- باعتقال طالب جامعي مصري يدرس في أوكرانيا منذ نحو 6 أعوام.

ضجت وسائل الإعلام المصرية بنبأ اعتقال معتز محمد (27 عاما)، وحسمت الأمر سريعا بأنه "قيادي إرهابي خطر"، ينتمي -بطبيعة الحال وفق الدارج في مصر- إلى جماعة الإخوان المسلمين.

كبش فداء

توقيت اعتقال معتز جاء مفاجئا ومحاطا بالكثير من التساؤلات والتناقضات، التي عززت سريعا احتمال أن يكون "كبش فداء"، تريد مصر أن تحفظ به ماء وجهها أمام أوكرانيا.

قبل ساعات قليلة من اعتقال معتز، اجتمع نائب وزير الخارجية الأوكراني مع سفير مصر، وناقشا مسألة إعادة  السجين الأوكراني إدوارد شيكوش، المحكوم عليه بالسجن 25 سنة في مصر منذ شهر مارس 2012، بتهم تتعلق بتهريب السلاح، وتنظيم أعمال شغب جماعية.

حجة الاعتقال التي ذكرها موقع "أوكرانيا بالعربية" المؤيد لانقلاب مصر نقلا عن جهاز أمن الدولة هي أن معتز مدرج على قائمة المطلوبين للإنتربول، وينتمي إلى "الإخوان المسلمين".

لكن هذا يتنافى مع حقيقة أنه (معتز) حصل في 11 سبتمبر 2019 على الإقامة الدائمة في أوكرانيا، أي بعد التأكد من أنه "غير محكوم عليه، وغير مطلوب للشرطة الدولية"؛ هذا بالإضافة إلى أن أوكرانيا لا تصنف "الإخوان المسلمين" كمنظمة إرهابية.

لماذا معتز؟

وللإجابة عن سؤال: لماذا يستهدف النظام المصري معتز ويسعى لاعتقاله؟، تواصلنا مع أصدقاء مقربين منه في الجامعة، وفي جمعية "الفجر" الاجتماعية الطلابية التي كان ناشطا فيها بمدينة بولتافا حيث يقيم.

يقول أحدهم -وقد طلب عدم الكشف عن اسمه- إن "معتز اعتقل بعد الانقلاب العسكري في يناير 2014، ثم أثبت القضاء براءته من تهم حيازة السلاح وقتل طفل في سبتمبر من السنة نفسها؛ وخلال هذه الفترة تعرض للتعذيب الشديد".

ويضيف: "كان يدرس في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وبعد الإفراج عنه سافر بشكل رسمي وقانوني إلى أوكرانيا، لكنه قضيته تجددت أمام القضاء العسكري، وحكم عليه غيابيا في 2016 بالسجن المؤبد.

وقد حصلت الجزيرة نت على وثائق خاصة بعملية الدفاع عن معتز في 2014، وقرار إخلاء سبيله.

ويقول أحد أصدقائه في جمعية "الفجر" الاجتماعية (رفض الكشف عن هويته أيضا): "كان معتز نشيطا، لكنه لم يكن ذلك المتميز أو المتشدد دينيا، بل كان على الأرجح التزامه الديني "سكر خفيف"، وهو المعرف بحب ارتداء الجينز وحلاقة اللحية واستخدام جيل الشعر ومتابعة الموضة. 

وأضاف: "كان معارضا للانقلاب دون شك، لكنه يتجنب الحديث حول هذا الموضوع خوفا على أصدقائه المصريين. ربما لهذه الأسباب كان هدفا للنظام. فهو متهم سابق. مؤيدو السيسي متجبرون هنا، ويهددون أمثال معتز بكل سوء".

دفاع حقوقي

اعتقال معتز المفاجئ ونوايا ترحيله السريع حركت عجلة الدفاع الحقوقي عنه شيئا فشيئا، الذي يرى أن الاعتقال يتناقض مع القوانين الأوكرانية والمعايير الإنسانية.

زوجته أناستاسيا تقول: "يتهمونه بالإرهاب والقتل، ولكن السفارة المصرية لم تبلغه بأي قرار صدر بحقه على مدار السنوات الماضية؛ والأوراق المقدمة باسم الإنتربول تحتوي أخطاء كثيرة، ومكتوب عليها "الترجمة غير رسمية". كل شيء يدل على أن الاتهام ملفق.

يقول الناشط الحقوقي بافلو فيدوسوف: "بدأنا مراسلة الجهات المعنية والمسؤولين باسم عدة منظمات حقوقية، مركزين على أن اعتقال الشاب المصري لا يختلف عن اعتقال روسيا للأوكرانيين تعسفا، وأن أوضاع حقوق الإنسان في مصر ترجح أن يكون مصير معتز التعذيب والموت".

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

الجزيرة

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022