هل ستطلق أوكرانيا شركة طيران خاصة بها؟

نسخة للطباعة2020.05.05

آنا بيشكوفا - قناة 112 أوكرانيا

في الآونة الأخيرة، أعلن الرئيس زيلينسكي عن رغبته بإنشاء شركة طيران مملوكة للدولة، لن تكون أقل مكانة من الخطوط الجوية التركية أو السنغافورية. وعلاوة على ذلك، وفقا لخطة الرئيس، ستستخدم الطائرات المحلية فيها.

قد يقول البعض إن هذا مجرد حلم، ولكن اتضح أن الخطة دقيقة للغاية، حيث قال وزير البنية التحتية فلاديسلاف كريكلي إن شراء الطائرات قد تم الاتفاق عليه بالفعل مع مؤسسة أنتونوف الحكومية.

هل ستكون الدولة قادرة على كسب المال لتحقيق حلم الرئيس، أم أننا نتعامل مع نسخة جديدة من "الهايبرلوب" الذي عانى طويلا؟

ما الحاجة إلى شركة طيران وطنية؟

إن فكرة امتلاك شركة طيران عالية الجودة مملوكة للدولة، من شأنها تعزيز صورة أوكرانيا في الخارج، هي فكرة جذابة للغاية.

سيرهي كيريلينكو الخبير في قضايا البنية التحتية يقول: "في سياق الوباء العالمي، أصبح من الواضح: إذا لم تقم إحدى الشركات الأوكرانية بإخلاء مواطنينا، فستكون الدولة معزولة تماما وسيبقى شعبنا في الصين".

بالإضافة إلى ذلك، يجب على أوكرانيا بالتأكيد إنقاذ صناعة الطائرات الخاصة بها، فبلادنا هي واحدة من الدول العشر في العالم التي تمتلك الدورة الكاملة لإنشاء معدات الطيران. ومع ذلك، لفترة طويلة لم تشارك شركة أنتونوف المملوكة للدولة في إنتاج الطائرات، حيث تم إطلاق آخر طائرة من طراز An-158 قبل خمس سنوات.

ولكن من الغريب أن يتم إنشاء شركة حكومية جديدة أثناء عملية الخصخصة الكلية تحت شعار عدم كفاءة الدولة كمالك، حسبما يعتقد النائب السابق لوزير البنية التحتية في أوكرانيا فولوديمير شولميستر، الذي يؤكد أن حلم زيلنسكي الجديد له أيضا آثار سياسية.

عانى الطيران الأوكراني الدولي الموحد حقا من قيود الحجر الصحي وإغلاق الرحلات الجوية، وقد طلبت قيادته بالفعل قرض استقرار من الحكومة بمبلغ 50 مليون دولار بنسبة 5-6٪، ومع ذلك، يشك الخبراء في أن المساعدة المالية ستنقذها من الإفلاس. 

نظريا، لا يمكن للمرء إنشاء شركة طيران جديدة، ولكن تأميم واحدة من الشركات القائمة ممكن.

الطائرات أولا

قد تكون هناك بعض المشاكل في استئناف إنتاج مؤسسة أنتونوف الحكومية. في عام 2017 قدرت الحاجة إلى 770 مليون دولار لهذا الغرض، ولم يتم العثور على مثل هذه الأموال.

بالإضافة إلى ذلك، تفتقر الشركة إلى الموارد البشرية، حيث تم إغلاق معظم منشآت الإنتاج، وترك الموظفون البلاد ليعملوا في روسيا والولايات المتحدة وأوروبا.

حتى لو افترضنا أن البلاد قد وجدت أموالًا لتحديث الإنتاج، وعاد أيضا الموظفون المحترفون، فإنها تحتاج إلى إعداد أموال لائقة للطائرة نفسها، حيث تبلغ تكلفة بناء طائرة AN-148 وAN-158 في قائمة أسعار أنتونوف 30 مليون دولار.

قد تبيع الشركة الطائرة للدولة مقابل 25 مليون دولار تقريبا، وبالتالي ستحتاج البلاد إلى مئات الملايين.

بالطبع، هناك خيار ليس لشراء المركبات، ولكن لاستئجارها، كما تفعل معظم شركات الطيران، وهي أيضًا ليست رخيصة (حوالي 4000 دولار أمريكي في الساعة).

لا يمكنك أن تكسب الكثير من النقل الداخلي حيث تبلغ حصة حركة المرور الداخلية لشركات الطيران الأوكرانية حوالي 10٪ فقط، وقدرة السوق المحلية ليست كافية لاسترداد تكاليف تطوير وإنتاج الطائرات.

على سبيل المثال، الخطوط الجوية التركية هي في الأساس شركة قابضة، تم إنشاؤها بهدف الاستيلاء على الأسواق الأجنبية، ولكن هل سنكون قادرين على المنافسة في النقل الدولي؟

تكلفة حلم الرئيس

من الصعب جدًا حساب المبلغ الذي قد تكلفه شركة طيران حكومية جديدة، ووفقا للخبراء، قد تكلف فكرة زيلينسكي مئات الملايين من الدولارات، ويذكر وزير البنية التحتية السابق فولوديمير أوميليان مبلغ 10 مليار دولار أمريكي. 

يفهم فريق زيلينسكي هذا، لذلك يتحدث عن مستثمر أسطوري يرعى فكرة الرئيس الأوكراني، فوزير البنية التحتية يتحدث عن شراكة "مع شركات صناعية كبيرة أخرى ترغب في التركيز على سوق أوروبا الشرقية".

بسبب الحظر المفروض على استيراد قطع الغيار من الاتحاد الروسي، لا يمكن لأوكرانيا الوفاء بالتزاماتها القديمة تجاه كازاخستان لتوريد An-74، على الرغم من دفعها مقدما مبلغ 15 مليون دولار.

حتى لو تمكنا من العثور على مستثمر، فإن التكاليف ستكون هائلة، وعلاوة على ذلك، حتى الآن تم إيقاف مشروع التعاون بين السكك الحديدية الأوكرانية وDeutsche Bahn الألمانية مؤقتا، نظرا لعدم وجود 3 ملايين دولار أمريكي في الميزانية لهذا الغرض.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الإعلام المحلي

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022