بين التباعد والحد من التواصل.. لا تخلطوا المفاهيم حتى لا نصل إلى الجريمة

بوهدان بيترينكو – نائب مدير المعهد الأوكراني لبحوث التطرف

حول حوادث القتل الجماعي، بناء على حادث إطلاق النار الأخير في كندا.

الشيء الوحيد الذي يجمع بين جميع القتلة المنفذين لعمليات القتل الجماعي هو سوء تكيفهم الاجتماعي، أو بتعبير أدق، محدودية تواصلهم الاجتماعي. 

هذا ليس استنتاجي، وإنما الشيء المشترك بين جميع الحوادث المشابهة التي وقعت في أمريكا.

هنا الأمر مبني على المنطق، حيث أن محدودية التواصل الاجتماعي نفسها تولد بديلا لتطور الشخصية التقليدي. أي كلما طالت فترة تجاهل الشخص، وكلما قلت مشاركته في عملية التواصل الاجتماعي، زاد احتمال حصولنا على شخص بعيد عن تعريف "فرد اجتماعي". 

غالبا ما يكون المتسببون بإطلاق النار في المدارس من ضحايا التنمر، ومن كان منبوذا من محيطه. 

نحن نعلم أن هذه حالات متطرفة، فرغم أن الجميع لا يختار في مثل هذه الحالات استخدام العنف ضد الآخرين، ثمة من يختار العنف ضد الذات، ويلجأ للانتحار. هذا ما يجعل، من حيث المبدأ، آليات القتل الجماعي والانتحار متشابهة.

آسف على هذه المقدمة الطويلة، ولكن...

الحجر الصحي والعزل الذاتي يحدان من التواصل الاجتماعي. هما نسخة مخففة من النبذ الاجتماعي، وأظنهما هما المتسببان في الجريمة التي وقعت في  كندا (على الأقل لأن عمله توقف بسبب الحجر الصحي).

مثل أي جريمة عامة أخرى، تحمل هذه الجريمة خطر تأثير الدومينو. أظن أن العالم سيشهد في غضون الأسبوعين أو الثلاثة القادمة تكملة لحادثة القتل الجماعي في كندا. القتل الجماعي الذي ستولده العزلة.

أظن أنه ستجري الكثير من الأبحاث المتعلقة بتأثيرات الحجر الصحي الاجتماعية. من الممكن حتى أن تطلق حملات لإعادة التأهيل الاجتماعي بعد الحجر الصحي.

الشيء الأهم الآن، أن لا تخلطوا بين مفهومي "الحفاظ على التباعد الاجتماعي" و"الحد من التواصل الاجتماعي" إبان الحجر الصحي. تذكروا دوما أنه مهما جرى، نبقى كائنات اجتماعية. 

رغم أن عمليات القتل الجماعي في أوكرانيا غير مرجحة، إلا أن نقص التواصل يمكن أن يؤدي إلى عواقب أخرى، أقل انعكاسا في وسائل الإعلام، ولكن ليست أقل مأساوية. أو ربما قد تؤدي إلى إصابات تصاحب الضحايا مدى الحياة. لذا، تواصلوا...

قناة "أوكرانيا برس" على "تيليغرام": https://t.me/Ukr_Press

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)