حول "العجز" في ظل الأزمة.. يجب التصرف بطريقة غير تقليدية...

مصدر الصورة - موقع "إر بي كا" أوكرانيا
نسخة للطباعة2020.04.01

فولوديمير فيسينكو - خبير ومحلل سياسي 

حول العجز نشهد طفرة في النقاشات، والمثير للاهتمام أنه قل من يقول: تعالوا لنعلن العجز.

هناك كم كبير من التحذيرات التي تقول إنه من الخطأ إعلان العجر أو التعثر، لأن ذلك سيؤدي إلى عواقب وخيمة. لذا يبقى الموضوع قيد النقاش، حتى عند قيادة البلاد في الجلسات المغلقة فقط. 

من الواضح لماذا يناقش الأمر!  فالخزينة تفتقر للأموال. هنا يجب الاختيار بين دفع الديون الخارجية بانتظام، وإعادة الاقتراض لدفع هذه الديون ،أو توجيه الموارد المتاحة الضئيلة لمكافحة الوباء، بما فيها المدفوعات الاجتماعية لمكافحة الأزمة ومساعدة  قطاع الأعمال.

سأبدي تحفظًي على الفور، سيكون من الغباء فعلا الإعلان عن العجز من جانب واحد عشوائيا، ودون استشارة المقرضين. 

العواقب في هذه الحالة ستكون سلبية للغاية. لكن الحديث يدور حول وضع ظروف قاهرة ووضع غير مسبوق. 

إذا كان من الممكن تعليق مدفوعات القروض والرهون العقارية في الكثير من دول العالم، كإجراء لمكافحة الأزمة، فلماذا لا يمكن فعل ذلك على نطاق عالمي؟. ينبغي بحث هذا الموضوع مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. ومن الأفضل بشكل جماعي، مع الدول الأخرى التي تعاني من  مشكلات مماثلة. 

لا ينبغي أن يدور الحديث عن العجز، وإنما عن التعليق المؤقت (خلال فترة الأزمة) لمدفوعات الديون الخارجية، وإعادة جدولة هذه المدفوعات. هذا هو الصواب في الوقت الحالي. يجب إنفاق موارد الميزانية المحدودة على أهداف مكافحة الأزمة، وليس لدعم الدائنين.

وأخيرا، عن أولئك الذين يلعبون دور النقاد الشرسين لـ "العجز"، و أكبر مجموعاتهم تعود لممثلي وجهات النظر الليبرالية الكلاسيكية. هم يفكرون وفقا لخطط معتادة ومن غير المحتمل أن يرغبوا في التفكير بطريقة غير مألوفة. في حين أن التفكير غير المعياري واللاتقليدي هو المطلوب اليوم  بالتحديد. 

هذه هي التوجهات التي يجب اتباعها في زمن الأزمات. هكذا ظهرت في وقت من الأوقات النظرية "الكينزية"*. في الدول الآسيوية الناجحة، تصرفوا أيضا بشكل غير تقليدي. أما المجموعة الثانية من "نقاد العجز"، بحسب شكوكي، فتمثل الأطراف المعنية (أصحاب السندات الحكومية) وجماعات الضغط الخاصة بهم. إنهم يقاتلون من أجل مصلحتهم الأنانية التي تتناقض بشكل جذري مع مصالحنا الوطنية. وهذا أيضا يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عند مناقشة "العجز".

* العنصر الأساسي الذي تقوم عليه فكرة النظرية الكينزية، هو أن الاقتصاد الكلي يمكن أن يكون في حالة من عدم التوازن لفترة طويلة. لذلك تدعو هذه النظرية التي وضعها "جون مينارد كينز" إلى تدخل الحكومة، للمساعدة في التغلب على انخفاض الطلب الكلي، وذلك للحد من البطالة وزيادة النمو.

قناة "أوكرانيا برس" على "تيليغرام": https://t.me/Ukr_Press

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022