العقوبات على الاتحاد الروسي.. ما الذي يجب أن تدركه أوكرانيا؟

نسخة للطباعة2020.03.18

فاليري بورتنيكوف - إعلامي

ستحاول روسيا دائما الجمع بين رفع العقوبات وإبقاء السيطرة على الدونباس وشبه جزيرة القرم.

على خلفية الأخبار المأساوية القادمة من العديد من دول العالم، وسقوط الضحية الأولى لفيروس كورونا في أوكرانيا، مر نبأ تمديد العقوبات الأوروبية على الكيانات الروسية دون ملاحظة تقريبا. 

هذه العقوبات ضد الأشخاص والكيانات القانونية مددت بشكل تلقائي دون أية مناقشات جادة في مجلس الاتحاد الأوروبي. هذا دليل آخر على أن العقوبات ضد روسيا، سواء كانت فردية أو قطاعية، أصبحت روتينية تقريبا.

قبل بضع سنوات، بحث السياسيون الأوروبيون خيارات رفع هذه العقوبات بشكل كامل، أو حتى بشكل تدريجي، في حال قدمت تنازلات في الدونباس. 

يدعو الكثيرون حتى الآن إلى "إعطاء روسيا فرصة"، وفق ما أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ولكن هذا لا يطال العقوبات، فما دام لم يحرز أي تقدم فعلي في تسوية الوضع في أوكرانيا، لن يكون هناك إلغاء للعقوبات.

لا يجب الاعتقاد أن هذا يقلق أو لا يقلق السلطة. يمكن أن يردد إلى ما لا نهاية أن الاقتصاد الروسي تكيّف مع العقوبات، إلا أنه يعاني هو بشكل واضح من خسائر كبيرة نتيجة للضغط الاقتصادي الغربي، فضلا عن أن المسؤولين الروس لا يحبذون تقييد حركتهم. 

عطّلت العقوبات النموذج المفضل للمسؤولين الروس الذين يكسبون المال في روسيا  وينفقونه ويستثمرونه في العالم المتحضر.

في وقت الهبوط الخطير الجديد لأسعار النفط، وفي الوضع الذي يمكن أن يؤثر فيه وباء فيروس كورونا بشكل جدي على معدل نمو الاقتصاد الصيني، لن يبقى لدى روسيا الكثير من الخيارات فيما يخص التعاون مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

"المجلس الاستشاري" خطة روسية

ولأن إجراء تمديد العقوبات تحديدا أصبح روتينا، سيواصل الكرملين بذل الجهود من أجل رفعها، بل وقد تصبح هذه الجهود في المستقبل القريب حثيثة أكثر، لأن هذا ما تتطلبه المصالح الاقتصادية الحالية.

روسيا في الوقت نفسه ستحاول دائما الجمع بين رفع العقوبات والاحتفاظ بالسيطرة على الدونباس وشبه جزيرة القرم. ولهذا، من المهم لها جدا أن تتحول من معتدي إلى وسيط، لكي يتمكن بوتين من أن يثبت للزعماء الغربيين أن روسيا لم تعد تشارك في الصراع، و أن كييف تجري الآن مفاوضات مباشرة مستقلة مع "السلطات المحلية" في الأراضي المحتلة.

يجب النظر إلى القرار الذي اتخذ في مينسك حول إنشاء "مجلس استشاري"، الذي يفرض على ممثلي السلطات الأوكرانية إجراء مشاورات مع ممثلي "المناطق الخاصة"، كجزء من الخطة الروسية لرفع العقوبات، وليس على أنه وسيلة لنزع سلاح الدونباس إطلاقا.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الإعلام المحلي

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022