الشرطة الأوكرانية في قفص الاتهام بعد قتل 8 وتعذيب 800 ألفا في 2010

أثار تقرير برلماني استعرض قبل نحو أسبوع في أوكرانيا حول تعامل الشرطة مع المعتقلين في أقسامها غضب ومخاوف عدة جمعيات ومنظمات اجتماعية وحقوقية.

فقد بين التقرير أن الشرطة عذبت 8 أشخاص حتى الموت في العام 2010، في حين بلغ عدد المتوفين في 2009 إثر التعذيب 3 أشخاص.

وجاء في التقرير أن أوكرانيا هي ثالث دولة في أوروبا الشرقية والغربية بعد روسيا وجورجيا من حيث أعداد المسجونين، حيث يبلغ عددهم فيها 152 ألفا (بمعدل 336 من كل 100 ألف)، 60 ألفا منهم سجنوا في العام 2010.

وأظهرت دراسة أعدتها مجموعة حقوقية أوكرانية أرقاما وصفها حقوقيون بالفظيعة، بينت أن أعداد المواطنين الذين تضرروا من الشرطة (شتما أو ضربا) في العام الماضي بلغ 790 ألفا، أي بزيادة 186 ألفا عن العام 2009.

كما أظهرت – بحسب استطلاع تصمنته – أن نسبة 45.7% من المواطنين يضعون عناصر الشرطة على رأس قائمة المخالفين للقوانين في البلاد.

جهل بالقوانين

قالت المحامية تتيانا مونتيان أنها متأكدة أن الكثير من عناصر الشرطة لا يعرفون حقوق المواطنين، ولا الواجبات تجاههم.

وأشارت إلى أن الكثير من البروتوكولات والوثائق التي يكتبها العناصر وتصل إلى المحامين تدل على عدم معرفتهم بطريقة الكتابة، وأن الكثير منهم يمنعون المحتجزين من الاتصال بمحامين جهلا منهم بهذا الحق.

نظام بوليسي

هذا وقد بينت تقرير نشرته مجلة المراسل "كوريسبوندينت" المحلية يوم الأمس أن تعداد رجال الشرطة في أوكرانيا يبلغ 300 ألفا، في حين يبلغ تعداد جنود الجيش أقل من 150 ألفا.

وقد علق فلاديمير يافورسكي رئيس فرع منظمة حقوق الإنسان في أوكرانيا على هذه الأرقام بالقول: "لدينا مخاوف حقيقية من أن النظام الحاكم يطبق الحياة البوليسية لفرض الأمن والأمان، وهذا أمر يضر بشريحة واسعة من المواطنين وينتهك حقوقهم وحرياتهم".

وأضاف: "المواطن في أوكرانيا يفكر مليا قبل أن يتصل بالشرطة عند الحاجة، لما يمكن أن يلحق به من أضرار كالابتزاز المادي، هذا إذا لبت النداء واستجابت بالسرعة اللازمة".

مرحلة جديدة

لكن لنظام من جهته أكد ويؤكد بين الحين والآخر أنه لا يريد التضييق على الحريات والإضرار بمصالح وحقوق المواطنين، وأن الشرطة عددا وسلوكا ستكون مختلفة تماما بعد عام، عندما ستستضيف البلاد بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012).

فقد تعهد وزير الداخلية أناتولي ماهيليف بخفض أعداد رجالاتها إلى 200 ألفا بدلا من 300، وأكد متحدث باسم حكومة رئيس الوزراء ميكولا آزاروف يوم الأمس أنه سيتم تدريبهم على سلوكيات ترتقي إلى المستوى الأوروبي للتعامل مع المواطنين، ومع مليون زائر أجنبي يتوقع حضورهم لمشاهدة مباريات البطولة.

مركز الرائد الإعلامي

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)