العنصرية المقلقة لليورو 2012 في أوكرانيا.. حالات أم ظاهرة؟

العنصرية المقلقة لليورو 2012 في أوكرانيا.. حالات أم ظاهرة؟
تظاهرة سابقة ضد التمييز والعنصرية في العاصمة كييف شارك فيه إعلاميون وفنانون
نسخة للطباعة2012.06.06

برزت في الآونة الأخيرة مخاوف تتعلق باحتمال حدوث اعتداءات عنصرية في أوكرانيا ضد لاعبين سمر في المنتخبات الأوروبية، ومشجعين يعتزمون حضور مباريات بطولة كأس الأمم الأوروبية المقبل (يورو 2012)، التي تنطلق يوم الجمعة المقبل بالتنظيم المشترك بين أوكرانيا وبولندا.

ولعل أول من كشف عن هذه المخاوف هي أسرة لاعب المنتخب الإنجليزي تيو والكوت، التي أعلنت نيتها مقاطعة مباريات البطولة في أوكرانيا خوفا من التعرض الاعتداءات، ثم تبعتها بإعلان المقاطعة أسرة زميله أليكس أوكسلايد تشامبرلاين، ولذات السبب.

كما حذر المهاجم الإيطالي ماريو بالوتيلي قبل أيام المشجعين الأوكرانيين والبولنديين من التعرض له بحركات عنصرية خلال البطولة، وقال: "لو ألقى علي أحدهم في الشارع قشرة موز فسأدخل السجن، لأنني قد أقتله"، في إشارة إلى حادثة عنصرية وقعت معه عندما كان يلعب بالدوري الإيطالي.

وقد تصدرت هذه المخاوف عناوين أخبار وتقارير وسائل الإعلام الأوروبية والعالمية، وخاصة بعد أن عرضت "بي بي سي" فيلما وثائقيا عن العنصرية في أوكرانيا، الأمر الذي دفع حكومات عدة دول أوروبيا لتحذير رعاياها من التعرض لاعتداءات في أوكرانيا خلال البطولة.

وزاد من المخاوف إعلان بعض العنصريين على مواقع التواصل الاجتماعية أنهم ينتظرون المشجعين فيما يشبه التربص لهم، وخاصة للمشجعين الإنجليز، الذين يعتبرون الأكثر تلونا وشغبا.

طمأنة

وتجنبا للاعتداءات، كشفت كل من أوكرانيا وبولندا مؤخرا عن تنسيق وتعاون مشترك بينهما لمكافحة أي مظاهر عنصرية خلال فعاليات البطولة.

وتحدثت وزارة الخارجية الأوكرانية عن "حملة" لمكافحة العنصرية، وعن عقوبات صارمة ضد من يمارسها ضد ضيوف البلاد، مؤكدة أن أوكرانيا بلد آمن.

وقلل الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش من شأن المخاوف بحدوث اعتداءات عنصرية، قائلا: "إن المشاغبين معروفون للسلطات، وإن قوات الأمن ستراقب كافة المباريات عن كثب. لدينا قوائم بأسماء الأشخاص الذين تصرفوا بشكل عدائي في الملاعب سابقا، وأعدادهم قليلة جدا. نحن نعرفهم، وسنتخذ بحقهم الإجراءات الاحترازية اللازمة".

وأكد يانوكوفيتش أن العنصرية في أوكرانيا أصغر مما هي عليه في غيرها من البلدان.

حالات فقط

وفي سياق متصل، اعتبر د. باسل مرعي رئيس اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد"، وهو أكبر مؤسسة تعنى بشؤون المسلمين والجاليات العربية والإسلامية في أوكرانيا، اعتبر أن ما يوجد في أوكرانيا هو حالات عنصرية لا ترق إلى أن توصف بأنها ظاهرة في المجتمع.

وقال مرعي: "ما يحدث في ملاعب أوكرانيا وشوارعها هي حالات اعتداء عنصرية، لم نسمع عنها إلا نادرا خلال الشهور الماضية. لا توجد في أوكرانيا ظاهرة انتشار للعنصرية، وإن كانت فهي لا ترق إلى حجم هذه الظاهرة في مجتمعات أوروبية وغربية أخرى".

ورأى مرعي إلى أن الفساد والبطالة من الأسباب الرئيسية لحالات الاعتداء التي حدثت سابقا، وهي تعطي انطباعا خاطئا بأن عامة الشعب عنصريون.

وأشار إلى أن الكثير من الاعتداءات، سواء بالضرب أو الشتم أو السخرية أو غير ذلك، حدثت بسبب تصرفات مستفزة من قبل أجانب، ولا علاقة لها بخلفيات فكرية عنصرية.

وقال عيسى دياللو نائب رئيس جمعية "المجلس الأفريقي" في العاصمة كييف، قال إن غالبية المعتدين هم مشاغبون لا عنصريون، ولهذا فإن ملاعب الكرة أماكن تبرز فيه حالات الاعتداء التي توصف بالعنصرية.

وأضاف: أعيش أنا في أوكرانيا منذ عشرين عاما، ولا أستطيع القول أن العنصرية ظاهرة منتشرة في المجتمع".

لكن دياللو أشار إلى "مخاوف حقيقية" من انتشار الفكر العنصري في أوكرانيا وإمكانية تحوله إلى ظاهرة، وخاصة مع وجود أحزاب تدعمه وتروجه بين فئة الشباب، وفي مقدمتها حزب الحرية "سفوبودا"، الذي يدعو علنا إلى طرد الأجانب من الأراضي الأوكرانية.

أوكرانيا برس + الجزيرة نت

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022