بطولة اليورو 2012 هاجس لسمعة أوكرانيا وسبب قلق ومخاوف للأوكرانيين

بطولة اليورو 2012 هاجس لسمعة أوكرانيا وسبب قلق ومخاوف للأوكرانيين
واجهة ملعب "دونباس أرينا" في مدينة دونيتسك الذي سيحتضن عددا من مباريات البطولة
نسخة للطباعة2012.03.30

تسعى أوكرانيا من خلال استضافتها لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) بالمشاركة مع بولندا إلى تحسين صورتها عالميا، فقد أكد الساسة والمنظمون مرارا أنها ستثبت قدرتها على تنظيم لائق ومميز لعرس كروي أوروبي مهيب.

لكن ومع اقتراب موعد انطلاق البطولة في حزيران/يونيو المقبل، يعيش الأوكرانيون هاجسا سببه القلق من حقيقة قدرة بلادهم على استضاف لائق للبطولة، وما سيتبعها من تداعيات على الاقتصاد الأوكراني المتردي.

وقد بين استطلاع للرأي أجراه مركز البحوث والدراسات الاجتماعية في العاصمة كييف أن نسبة 44% من المستطلعة آراؤهم في مختلف المدن ترى أن أوكرانيا ستكون مستعدة لاستضافة البطولة.

وكشف أن النسبة الباقية تعتبر أن أوكرانيا لن تتمكن من استضافتها بشكل لائق على الأغلب، وذلك لعدم جاهزية البنية التحتية اللازمة من طرق وفنادق وغيرها حتى الآن.

تبعات اقتصادية

وبين تقرير لذات المركز أن من أكثر ما يقلق الأوكرانيين هو المبالغ الضخمة التي صرفت حتى الآن على الاستعدادات للبطولة، مبينا أنه تم صرف 16.4 مليار دولار على بناء وترميم الملاعب وترميم وتوسعة وبناء طرق ومطارات وتحسين وسائل المواصلات وزيادة أعداد الفنادق، ومن المتوقع أن تصل التكلفة النهائية للبطولة إلى 20 مليار دولار.

وأوضح التقرير أن 51% من نفقات البطولة صرفت من الميزانية الحكومية، و5% من ميزانيات المجالس المحلية للمدن الأربع التي ستحتضن مباريات البطولة (كييف وخاركيف ودونيتسك ولفيف)، و44% من مصادر مختلفة أخرى، أغلبها ديون خارجية.

وفسر أندريه يرمولايف الخبير في مركز "صوفيا" للدراسات الاقتصادية القلق الأوكراني، فأشار إلى أن العائدات المتوقعة من البطولة في أوكرانيا وبولندا معا تقدر بنحو 1.7 – 2 مليار دولار، أي 10% مما صرفته أوكرانيا لوحدها.

وتوقع يرمولايف أن يقف اقتصاد البلاد بعد البطولة أمام "مصيبة" سببها الالتزام بسداد الديون الخارجية والداخلية في ظل وضع اقتصادي متعثر، وأن ينعكس ذلك سلبا على نسب التضخم ومستويات معيشة السكان.

تفاؤل ومخاوف

وتعكس الاستعدادات والحملات الدعائية للبطولة تفاؤلا أوكرانيا كبيرا بما سيكون عليه مستوى تنظيم وسير البطولة، لكن المخاوف تفرض نفسها بالمقابل في المجتمع الأوكراني.

ولعل من أبرز المخاوف انتشار السياحة الجنسية والأمراض المعدية في المدن المستضيفة، خاصة مع توقع أن يبلغ عدد المشجعين 1.5 مليونا من مختلف دول العالم.

وقد أطلقت عدة جمعيات أهلية حملات للتحذير والتوعية من هذه الأمراض وفي مقدمتها الإيدز، ونصحت مؤخرا وزارة الصحة مشجعي الفرق بأخذ لقاحات ضد أمراض الحصبة والسل التي انتشرت بشكل واسع مؤخرا في البلاد.

كما يعتبر جشع أصحاب الفنادق واحدا من أبرز المخاوف التي تهدد اليورو 2012 أيضا، حيث من المتوقع أن تصل تكلفة المبيت في بعض الفنادق القريبة من الملاعب إلى 3600 يورو لليلة الواحدة.

هريهوري هريشكو سافر مرارا ليشجع منتخب بلاده في عدة دول، ويقول: "لا أخش من استعدادات الملاعب، لكني أخشى من أن يسيء الطمع والاستغلال خلال البطولة إلى سمعة أوكرانيا والأوكرانيين، فالمتوقع في هذا الإطار لم يسبق له مثيل في العالم".

أوكرانيا برس + الجزيرة نت

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022