وسط غضب القوميين.. أوكرانيا تستعد لاستقبال لاجئين من الشرق الأوسط

نسخة للطباعة2016.03.04

تستعد أوكرانيا لاستقبال لاجئين من بلدان الشرق الأوسط، وخاصة من سوريا، في منطقة خصصت لذلك بضواحي العاصمة كييف. هذا ماكشفت عنه وسائل إعلام محلية.

السلطات الأوكرانية خصصت مركزا يستوعب من 200 إلى 250 شخصا؛ فيما يبدوا أن الأمر أصبح مزعجا بالنسبة للسكان المحليين بضواحي كييف، حيث يقع مركز استقبال اللاجئين وكذلك بالنسبة للمنظمات القومية الأوكرانية، خاصة في ظل الحرب الاعلامية التي تصاحب تصرفات المهاجرين في أوروبا. 

وتشير السلطات إلى أن استقبالها للاجئين وتخصيص مراكز لهم هو التزام من أوكرانيا أمام الاتحاد الأوروبي، فيما يعتبر الأمر ضروري مقابل دخول نظام التأشيرة الحرة مع أوروبا.

التزام طويل الأمد

ستشهد قريبا منطقة "ياغوتين" بضواحي العاصمة كييف افتتاح مركز لاستقبال اللاجئين، حيث يمكن أن يستقبل أكثر من 200 شخص. الجزء الأول من المركز سيتم افتتاحه في فصل الربيع، بحيث من المفترض أن يستقبل حوالي 100 لاجىء. 

وأشارت الدائرة الحكومية للهجرة أنه في عام 2002، أوكرانيا التزمت بحماية اللاجئين، ورفض افتتاح المركز بحسب المسؤولين الأوكرانيين سيؤثر على دخول نظام التأشيرة الحرة مع الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ. 

دائرة الهجرة الحكومية تعتقد أن توطين اللاجئين في منطقة ياغوتين سيكون أفضل للسكان المحليين، باعتبار أن كل شيء سيتم على أساس المنح والأموال الأوروبية.

كما أكدت الدائرة الحكومية أن هذا المكان يمكن أن يصبح "بطاقة دعوة مجتمعية"، أين يتم التخطيط لاستقبال أسر من اللاجئين، "إن الأطفال يذهبون إلى المدرسة. وسيتمكنون من التفاعل مع الأطفال الأوكرانيين. ومن 

الممكن خلق مشاريع اجتماعية لدراسة اللغة الإنجليزية. كما يمكن إنشاء فصول دراسية تفاعلية، ودروس في الكومبيوتر وغيرها. وهذا كله على أساس الاموال المقدمة من أوروبا، كما سيمكن هذا الأمر من فتح وظائف إضافية للسكان" يشير القسم الحكومي للهجرة.

من سوريا

هذا وسيتم إيواء اللاجئين بحسب السلطات الأوكرانية في مركز كان مخصصا لاستقبال ضحايا مفاعل تشيرنوبل، أين تجري أعمال الترميم على قدم وساق، وهي بالفعل في مراحلها النهائية. 

وكانت أعمال الترميم بدأت في أكتوبر على وجه السرعة بتمويل من الاتحاد الأوروبي ومن الموازنة العامة للدولة، حيث تم تخصيص حوالي 34 مليون هريفنة، ومن المفترض أن يعيش في المركز أكثر من 200 شخص.

مديرة نقطة استقبال اللاجئين من الشرق الأوسط تاتيانا بيلتشينكو قالت إنه لن يقبل من اللاجئين إلا أولئك الأجانب الذين حصلوا على الحالة المناسبة من السلطات الأوكرانية.

السكان المحليون

الأحداث التي تشهدها أوروبا وما تنقله مختلف وسائل الاعلام حول اللاجئين في كل من ألمانيا وفرنسا وغيرها من البلدان الأوروبية، صنع نظره سلبية تجاه اللاجئين من قبل سكان ضواحي كييف، بحيث بات معظمهم ضد فكرة ايواء اللاجئين في المنطقة التي يعيشون بها.

نائب المجلس البلدي أرمين شاخاريانيتس، يقول إن منطقة ياغوتين لايمكن أن تتحمل مثل هذا التدفق للاجئين السوريين. "في المدينة التي يقطنها 18 ألف نسمة ، وضع 250 لاجئ بها هو كارثة.." قال أرمين، واتهم الدول الأوروبية بفرض استقبال اللاجئين على أوكرانيا رغم الظروف الصعبة التي تعيشها. 

وأضاف المعني أن "السكان خائفون من سلوكات معادية يمكن أن تشهدها المنطقة، أو انتشار الأمراض وحتى ارتفاع مستوى الجريمة في المدينة".

هذا وخرج بعض السكان المحليين بالمنطقة المخصصة لاستقبال اللاجئين السوريين، ليعبروا عن رفضهم لهذا الأمر، لكن احتجاجهم لم يثمر بأي نتائج في ظل اصرار السلطات على مخططها. ممثلوا خدمة الهجرة 

الأوكرانية وفي حديثهم مع السكان وعدوا بطرح انشغالاتهم بهذا الخصوص، فيما سيتم مناقشة هذا الأمر في جلسة عامة حول هذا الموضوع في 11 مارس/ آذار الجاري. 

القوميون غاضبون:

لم يمر الأمر مرور الكرام على القوميين الأوكرانيين حيث عبرت كل من حركة القطاع اليميني والمنظمة القومية (س 14) عن رفضها لافتتاح هذا المركز. كما يتم مناقشة الأمر على نقاط واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي. 

"لا مصلحة الهجرة ولا مجلس الوزراء لم يطلب رأي سكان منطقة ياغوتين (أين يقع المركز)، هل هم راضين عن هذا الأمر أم لا، وعما إذا كانوا على استعداد للموافقة على بناء هذا المركز في مقابل الحصول على فرصة "أسطورية" للسفر إلى أوروبا ... افتتاح مركز للمهاجرين الذي يشيد به مجلس الوزراء، هو أمر ضروري لتبرير نفسه أمام الاتحاد الأوروبي حول صناديق المال المستلمة، والتي تضيع بغباء "، تقول قيادة القطاع اليميني. 

ويبدو أن الأحداث التي شهدتها ألمانيا خلال الاحتفال بالعام الجديد أساءت للاجئين بشكل كبير، بحيث ضرب القطاع اليميني في أوكرانيا مثالا بألمانيا، وماشهدته من اعتداء بعض اللاجئين على نساء. ويقول اليميني إن 

السلطات تريد ملء منطقة ضواحي كييف بـ"الأجانب الذين لديهم ثقافة وتقاليد مختلفة". ووفقا لدائرة الهجرة الأوكرانية، فإنه حتى تاريخ 1 يناير 2016 في أوكرانيا يعيش حوالي 2500 لاجئ معترف بهم ونحو 600 شخص يحتاجون إلى حماية إضافية.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الإعلام المحلي

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022