مفارقة نعيشها في كل عام.. ذكرى القيام وذكرى النكبة

مفارقة نعيشها في كل عام.. ذكرى القيام وذكرى النكبة
إسرائيل احتلت معظم الأراضي الفلسطينية في العام 1948 وطردت سكانها
نسخة للطباعة2012.05.15

بقلم: د. فايز عمرو - كييف

في هذا العام، كما في كل عام، ستحتفل إسرائيل بالذكرى الرابعة والستين لقيامها، وسيحيي الشعب الفلسطيني الذكرى الرابعة والستين لنكبته، فيا له من تناقض!!!.

أقيمت دولة إسرائيل بقرار من الأمم المتحدة، بناء على قرار التقسيم 181، والذي صدر بتاريخ 29 نوفمبر 1947، وأقيمت على شروط من ضمنها موافقتها على ميثاق الأمم المتحدة، الذي ينص على حفظ الأمن والاستقرار الدوليين والتعايش السلمي مع دول الجوار، والثاني قبول إسرائيل قرار التقسيم 181، أي أنها تقبل بقيامها على جزء من أرض فلسطين فقط. وتعترف بدولة فلسطينية على الجزء الثاني، لكن ما الذي حصل؟؟؟.

في العام 1948 احتلت إسرائيل 78% من الأرض الفلسطينية، أي مساحة أكبر مما نص عليه قرار التقسيم، وطردت أهالي حوالي 530 قرية ومدينة، بالإضافة إلى 662 ضيعة وكفر صغيرة (خربة كما هي باللهجة الفلسطينية)، وتم تشريد ما يقارب مليون فلسطيني بالقوة، يصل عددهم اليوم إلى أكثر من7.7 مليون لاجئ، يعيش جزء كبير منهم في ظروف صعبة.

أما المجازر التي نفذت خلال فترة حرب 1948 فبلغت 20 مجزرة، ولهذه الأسباب كافة يعتبر الفلسطينيون يوم 15 أيار/مايو يوم النكبة.

إسرائيل لم تكتفي عند هذا الحد، بل واصلت عدوانها، وزادت من نكبة الشعب الفلسطيني ومأساته، وزادت شهية الاحتلال لديها، ولهذا نرى أيضا أن إسرائيل ليس لها حدود في دستورها.

وواصلت إسرائيل عدوانها ليشمل العرب أيضا في حروب عدة 1956، 1967، 1973، 1982، وأكملت احتلال ما تبقى من فلسطين التاريخية، وزادت معانات ومأساة الفلسطينين، ولهذا فإن احتفالها بقيامها دون إقامة الدولة الفلسطينية بجانبها، يأخذ طابع الخروج عن الشرعية الدولية.

 أتمنى أن يساعدنا العالم في كافة المحافل الدولية للضغط على إسرائيل، لكي نتوصل إلى اتفاق يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية، وأن يحتفل العالم بإقامة الدولة الفلسطينية كما يحتفل بإقامة دولة إسرائيل.

وتصادف ذكرى النكبة المعركة التي يخوضها الأسرى، واليوم بات من المهم أن تعمل كل المؤسسات والفعاليات الوطنية والشعبية على وضع خطة وفق برنامج نضالي، تشمل مساندة الأسرى وتوفير الحماية وتحقيق مكانتهم كأسرى حرب وصولا إلى تحريرهم.

إن قضية الأسرى حاضرة على أولويات الشعب الفلسطيني وفصائله حتى يتم الإفراج عنهم جميعا، فهي مطلب وطني ملح في مثل هذه الظروف الراهنة التي يعيشها شعبنا، حيث حان الوقت لأن تكون قضية الأسرى قضية مركزية، وإن الأولوية الأولى هي تحرير الأسرى من سجون الاحتلال، بالإضرابات لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وتشكيل أوسع جبهة نضالية لمواجهة المحتل السارق لأرضنا الفلسطينية.

ختاما، أسأل الله تعالى أن يفك قيود أسرانا، وأن يعيدهم لأهلهم سالمين غانمين، وأن يوحد بين الاخوة الفلسطينيين.

أوكرانيا برس

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022