مع مسلم أوكراني جديد في يوم صيام حار وشاق (صور)

مع مسلم أوكراني جديد في يوم صيام حار وشاق
فيكتور يعلن اعتناقه الإسلام في مسجد النور بالعاصمة كييف
نسخة للطباعة2012.08.07

يعتبر مسلمو أوكرانيا أن شهر رمضان المبارك موسم سنوي يقبل فيه الأوكرانيون على المراكز الثقافية الإسلامية والمساجد والجمعيات الدينية والمصليات للتعرف على الإسلام، وذلك لاهتمام وسائل الإعلام المحلية بإعلان بداية الشهر وإعداد عدة تقارير عنه.

وينتهي تعرف عشرات الأوكرانيين على الإسلام باعتناقه خلال الشهر في مختلف أرجاء أوكرانيا، ليبدأ بالمقابل التزامهم بالصوم كفريضة، وهي خطوة لا يخفي معظمهم صعوبتها في ظل طول اليوم وشدة الحر، كما لا يخفون مشاعر تنتابهم لأول مرة في حياتهم كمسلمين.

أخطاء وردود فعل

ويصف بعض المعتنقين الجدد صعوبة الصيام، ومنهم يولا (32 عاما) التي تقول إنها لم تعتد الصبر ومواجهة العطش والجوع في حياتها سابقا، وإنها وقعت في عدة أخطاء عفوية، فأكلت وشربت، ثم علمت لاحقا أن ذلك لم يفسد صومها، فسرت وسعدت.

ويقول يوري (24 عاما) إن أمه غضبت في البداية عندما علمت بتغيير دينه، وسخرت لكونه سيصوم عن الطعام والشراب طول اليوم ولمدة شهر، لكنها فرحت لاحقا بتوقفه عن التدخين، وهذا ما جعلها تغير رأيها.

أما دميتري (35 عاما) فيقول إن زملائه في شركة الاتصالات التي يعمل بها تقبلوا اعتناقه بكل احترام، وأعجبوا أيضا بحديثه لهم عن الإسلام والصيام.

صيام ثم اعتناق

وفي خطورة مفاجئة، أعلن فيكتور (43 عاما) قبل يومين اعتناقه الإسلام في مسجد النور التابع للمركز الثقافي الإسلامي في العاصمة كييف، وذلك بعد أن واظب على الصيام وأداء الصلاة وحضور البرامج الرمضانية في المسجد، دون أن يعلم أحد أنه لم يسلم بعد.

واللافت في قصة فيكتور مع الإسلام أنه درس شابا في جامعة مسيحية تخرج رجال الدين، لكنه أعرض عن العمل في الكنيسة، "لأنها مسؤولية كبيرة، ولأن قلبه لم يكن مرتاحا لذلك"، على حد وصفه؛ واختار أن يكون عامل بناء لكسب قوت يومه، لكنه بقي يدعو إلى الالتزام بتعاليم المسيحية.

ويقول إنه بحث مطولا وقرأ كثيرا عن الإسلام، فارتاح لمبدأ التوحيد فيه؛ وعندما تعرف على صديق مسلم قبل أسابيع رافقه، وصار يصلي معه ثم بدأ يصوم رمضان، لأنه اقتنع بالإسلام، وشعر أن من واجبه الالتزام.

حياة جديدة

رافقنا فيكتور يوم الأمس في بعض جوانب حياته اليومية كمسلم جديد صائم، للاطلاع عن قرب على الصعوبات أو المشاكل التي قد تواجهه في "حياته الجديدة" كما يصفها.

يشعر فيكتور بالعطش والجوع أكثر من غيره ربما، فعمله لساعات طويلة في حمل اللبنات وصفها شاق، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، لكنه يؤكد أن "اللذة التي تعيشها نفسه" بعد إسلامه تطغى على شعور جسمه بالجوع والعطش.

وهو يأخذ بين الحين والآخر قسطا من الراحة ليجلس في الفيء، ويتصل بأقاربه ليحدثهم عن الإسلام، وخاصة زوجته، فهو من حثها سابقا على الالتزام بالمسيحية، ويحاول جاهدا أن يقنعها اليوم بدينه الجديد.

ويطلب فيكتور إذنا لمغادرة العمل مبكرا كل يوم، فيتوجه إلى المسجد لقراءة الكتب والبحث عما يهمه ويفيده فيها، ولحضور دروس السيرة "الشيقة"، التي تعينه على التحمل حتى موعد الإفطار.

وبعد الإفطار على ماء وتمرات، يقف للصلاة حاملا كتيبا لتعليمها، "فأنا لا أعرف بعد ما يجب أن أقرأ فيها، لكني سعيد جدا بها، وبوقوفي خلالها إلى جانب من أشعر بالفعل أنهم إخوة لي"، كما يقول.

أوكرانيا برس + الجزيرة نت

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

العلامات: 

التعليقات:

(التعليقات تعبر عن آراء كاتبيها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس")

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022