مسلمو أوكرانيا هم الأكثر معاناة بعد احتلال القرم والحرب في الدونباس

نسخة للطباعة2016.02.12

يعتبر المسلمون جزء لا يتجزأ من النسيج العام للمجتمع الأوكراني، حيث شاركو بنشاط في ثورة الميدان، ووقفوا دعما لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.

هكذا كتبت صحيفة "كييف بوست" الصادرة باللغة الإنجليزية، مضيفة أن مسلمي أوكرانيا هم الأكثر معاناة بين أتباع الديانات الأخرى في أوكرانيا، بعد ضم روسيا للقرم، وحرب الكريملين في الدونباس.

يبلغ تعداد مسلمي أوكرانيا حوالي 1 مليون نسمة، يعيش معظمهم في شبه جزيرة القرم المحتلة من قبل روسيا وفي المناطق الخاضعة لسيطرة الانفصاليين في الدونباس، وقد تركت هذه الأحداث 750 ألف مسلم، بينهم نصف مليون من تتار القرم محاصرون في الأراضي المحتلة وغير قادرين على التواصل مع باقي المسلمين في المناطق الأخرى.

مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا سعيد إسماعيلوف الذي التقت به الصحيفة في مكتبه بالمركز الثقافي الإسلامي في كييف قال: "بسبب الاحتلال الروسي فقدنا الاتصال مع الأخوة في الدين في هذه الأراضي. لقد فقدنا السيطرة على أماكن العبادة (بهم). المساجد، المدارس، المكتبات، كل ما يوفر الحياة الدينية الكاملة للمجتمع، مضيفا "لا يمكننا حتى حماية الناس هناك."

التتار في مواجهة الضغوط

يعتبر التتار أكبر المعارضين لإحتلال روسيا لشبه جزيرة القرم في أبريل 2014، ومنذ ذلك الحين يلقون المعاناة، فوفقا للزعيم التتري البارز والعضو بالبرلمان الأوكراني مصطفى جاميلوف فإن 20 تتريا باتوا في عداد المفقودين منذ الإحتلال الروسي للقرم، مؤكدا على ان الناس يواجهون التخويف والمضايقة.

جاميلوف قال إن التتار ممنوعون من إحياء ذكرى ترحيلهم في في الـ18 مايو 1944 من قبل النظام السوفيتي بزعامة ستالين.

"في روسيا لا توجد حرية التعبير والفكر للجماعات الدينية، بما في ذلك المسلمين، والكل تسيطر عليها الدولة بما يخدم سياسة الكرملين. في أوكرانيا، كان تتار القرم في حرية، لم يختر  لهم الكتب التي يقرؤونها. كانوا المسؤولين عن اختيار زعمائهم الدينيين. كان كل شيء في ديمقراطية " قال اسماعيلوف.

مصطفى جاميلوف تشوباروف الزعيمين التترين البارزين دعا التتار إلى مقاطعة الاستفتاء الصوري الذي نظمته روسيا لإضفاء الشرعية على ضم شبه جزيرة القرم لروسيا في 16 مارس 2014. سلطات الاحتلال الروسي ومباشرة بعد سيطرتها على الأراضي الاوكرانية حظرت الدخول على جاميلوف وتشوباروف. فيما هددت السلطات الروسية بإدراج مجلس تتار القرم كمنظمة إرهابية.

في الـ4 فبراير الجاري، اعتمد البرلمان الأوروبي قرارا يدين مستوى غير مسبوق من انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت ضد تتار القرم والقيود المفروضة على الحريات التترية في شبه جزيرة القرم منذ ضمتها روسيا.

وفي الوقت نفسه، المسلمين على الأراضي الأوكرانية يتمتعون بجميع الحريات، حيث يتم فتح المراكز الثقافية الإسلامية في جميع أنحاء أوكرانيا، على غرار المركز الثقافي الإسلامي الذي فتح أبوابه في دنيبروبتروفسك الشهر الماضي.

مسلموا الدونباس

بالمقارنة مع شبه جزيرة القرم، فحياة ما يقرب من 250 ألف من المسلمين المقيمين في المناطق المحتلة من لوهانسك ودونيتسك هي أسهل، كما يقول سعيد إسماعيلوف، فإدارة الإنفصاليين  لا تزال تعترف بالمؤسسات الدينية الإسلامية التي تم تسجيلها تحت الحكم الأوكراني.

ويقول اسماعيلوف." المسلمين الذين يعيشون على الأراضي الأوكرانية لا تزال لديها إمكانية مساعدة أقاربهم وأصدقائهم ماليا. يرسلون الأموال إلى الأراضي المحتلة لشراء المواد الغذائية هناك، والتي تسلم الى المحتاجين في المساجد".

ومع ذلك، يؤكد مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا بأنه لا يوجد أي أثر للعبادة النشطة التي كانت تمارس من قبل المسلمين قبل بداية الحرب، فمصير الإدارتين الإسلاميتين اللتين تقعان في الأراضي المحتلة لا يزال غير واضح.

ويلاحظ إسماعيلوف أن معظم المؤسسات التعليمية الإسلامية في الأراضي المحتلة لا تعمل، لأنها لم تحصل على إذن من سلطات الانفصاليين لاستئناف برامجها التعليمية.

واعترف اسماعيلوف بأنه كثيرا ما تعرض المسلمون للتخويف من اجل الاعتراف بالسلطات الانفصالية هناك. قائلا "في منتصف عام 2014 زار مسلحون  المساجد وطالبوا الجمعيات الإسلامية بأن تعترف رسميا بما يسمى جمهورية دونيتسك الشعبية، ونتيجة لذلك، فإن الكثير من المسلمين لا يشاركون في الحياة العامة هناك".

عندما بدأت الحركات الانفصالية في الدونباس في عام 2014 فإن العديد من المسلمين، بما في ذلك الأئمة ورؤساء المساجد والمجتمعات الإسلامية المحلية للمسلمين السنة، شاركوا في المسيرات المؤيدة لأوكرانيا في مدن لوهانسك ودونيتسك، وبعد أن سيطر الانفصاليون على الأراضي، اضطر معظم الأئمة لمغادرة البلاد. ونتيجة لذلك، فإن الدونباس من دون قادة دينيين.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الإعلام المحلي

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022