مستشرقون أوكرانيون يتحولون إلى الإسلام.. فهل يؤدي طريق الاستشراق إلى الاعتناق؟

مستشرقون أوكرانيون يتحولون إلى الإسلام.. فهل يؤدي طريق الاستشراق إلى الاعتناق؟
كوروبكو: الباحث "بصدق وإخلاص" لابد أن يتأثر بالإسلام ويتحول إليه
نسخة للطباعة2012.07.23

اللافت في أوكرانيا أن عددا من المستشرقين اعتنقوا الإسلام بعد التعمق في دراسته ومعاشرة المسلمين، سواء في أوكرانيا، أو في دول عربية وإسلامية أو حتى غربية.

ويذكر التاريخ أن العالم والمستشرق أوكراني أغاتانغل كريمسكي هو أول من أسس مدرسة لعلم الاستشراق في بدايات القرن الماضي، وسافر إلى تركيا و عدة دول عربية وإسلامية ليتعمق بدراسة الإسلام والثقافات الشرقية.

وتقول المستشرقة يانا كوروبكو – وهي أيضا ممثلة لمنظمة اليونسكو في كل من العاصمة الفرنسية باريس والأوكرانية كييف – إن كتب المستشرقين الغربيين تشير إلى أن كريمسي اعتنق الإسلام تأثرا به، لكن الكتب الروسية السوفيتية لا تشير إلى ذلك.

وأوضحت أن سلطات الاتحاد السوفيتي الشيوعي منعت الدين تعلما وممارسة، ونفت كريمسكي وأغلقت مدرسته، بعد أن فشلت بتسخيرها لإعداد مخبرين ودبلوماسيين.

تأثر بالحقيقة

وكوروبكو بحد ذاتها واحدة منن دفعهن الاستشراق نحو الاعتناق؛ تروي قصتها الخاصة فتقول إنها بدأت بدراسة اللغة العربية قبل نحو 8 أعوام، وعندما لمح لها أحد أساتذتها إلى الإسلام آنذاك استغربت، ولم تكن تتخيل أنه من الممكن أن تتحول يوما عن دين آبائها.

وتتابع القول بأنها انتقلت للدراسة والعيش في فرنسا، وهناك اطلعت أكثر على الإسلام وتعمقت بدراسته ، حتى اعتنقته في المسجد الكبير بالعاصمة باريس. وبعد هذه الخطوة، تقول كوروبكو للجميع إنها ولدت مسلمة، لكنها عاشت بعيدا عن الإسلام بسبب طبيعة الوسط المحيط.

أما أولها ريباتشوك فتقول إنها أحبت دراسة تاريخ وحضارة الشرق تأثرا بالقصص العالمية والأفلام حول الشرق، لكنها فوجئت باختلاف الواقع عما تصوره القصص والأفلام وحتى الكتب، "فالإسلام دين منطق وحضارة وحريات".

وقالت إنها أحبت الإسلام لأنها شعرت بأنه مظلوم ومشوه، وخاصة فيما يتعلق "باستعباد الرجل للمرأة"، ثم أعلنت اعتناقها له بعد أن تعرفت على عرب ومسلمين وزارت المركز الثقافي الإسلامي في كييف.

حتمية الاعتناق

وترى كوروبكو أن الباحث "بصدق وإخلاص" عن الحقيقة في الإسلام وتاريخ الحضارة الإسلامية لابد أن يتأثر به ويتحول إليه، مهما كانت خلفيته الدينية أو الفكرية.

وتضيف أن الكثير من المستشرقين تحولوا إلى الإسلام بعد سنوات دراسة وبحث، وكذلك سفر للإطلاع عن قرب ولمس واقعهم المسلمين في مجتمعاتهم، بعيدا عن مصادر وكتب قد تحمل كثيرا من التشويه والنقص.

وتعتبر إلى أن طريق الاستشراق ينتهي بالاعتناق حتما، إلا إذا خشي المستشرق ردود فعل المحيطين، أو كان أسير "خوف داخلي" من الإقبال على هذه الخطوة.

احترام أكيد

لكن مستشرقا وأستاذا في إحدى جامعات العاصمة كييف – رفض الكشف عن اسمه – قال إن اعتناق الإسلام ليس مصير جميع الباحثين فيه، فهو يتطلب ما هو أكثر من الحقيقة، وإلا لآمن جميع من عرفوه.

ويضيف أن الكثيرين يتحولون إلى الإسلام في أوكرانيا وغيرها من الدول، لكن الكثيرين أيضا يبقون على دياناتهم لقناعتهم وإيمانهم بها، أو "خوفا من خيانتها وردود فعل المحيطين باعتناق الإسلام".

وقال: الأكيد أن احترام الإسلام والحضارة الإسلامية سمة تجمع معظم المستشرقين، وهي قد تؤثر على الكثير من تفاصيل حياتهم فتجعلها شبيهة بحياة المسلمين، في المأكل والملبس والتعامل، إلا الحاقدين منهم، الذي يتصيدون من المسلمين عيوبا ونواقص.

أوكرانيا برس + الجزيرة نت

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022