ماذا لو شاهد ملايين المسلمين الفيلم المسيء؟

ماذا لو شاهد ملايين المسلمين الفيلم المسيء؟
من إحراق مقر السفارة الأمريكية في مدينة بنغازي بليبيا بسبب الفيلم
نسخة للطباعة2012.09.21

كتبها: د. فايز عمرو - كييف

ماذا لو شاهد ملايين المسلمين الفيلم المسيء؟، ربما لكانت حجم ردة الفعل أضعاف ما شاهدنا...

لقد أثبتت الاحتجاجات الشعبية الواسعة في مختلف البلدان العربية والإسلامية في أعقاب عرض الفيلم المسيء للإسلام والرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أثبتت أهمية أن تعيد أمريكا والدول الغربية مواقفها تجاه الإسلام والإساءة إليه بأي شكل من الأشكال، باعتبار أن ذلك غير مقبول ولايمكن السماح به.

ولذلك فإن المطلوب من أمريكا ليس إدانة الفيلم فقط، وإنما وقف عرضه استجابة لرد فعل الشارع العربي والإسلامي، الذي أكد أنه لا مجال للتسامح في هذه القضية، لأنها تمس عقيدة المسلمين ومقدساتهم، بالزج بالرسول الكريم في افتراءات تضر ليس بالإسلام فقط وإنما بكل الأديان السماوية.

إن هذه الاحتجاجات الواسعة - رغم ما صاحبها من قتل للأنفس وتدمير للمنشآت واقتحام السفارات - غير مقبولة، وما كان يجب لها أن تحدث أصلا، ولذلك فإن أمريكا التي هزتها هذه الاحتجاجات مطالبة بأن تفهم الرسالة الشعبية، ورغم أنها كدولة ليس لها علاقة بالفيلم المسيء قبل الآخرين، إلا أنها يجب أن تتخذ قرارا بوقف عرضه ومحاسبة منتجيه حفاظا على مصالحها.

من المهم أن يدرك الشارع العربي والإسلامي أن الاحتجاجات ضد منتج الفيلم لا يعني بأى حال من الأحوال اقتحام السفارات الغربية وحرقها وتخريبها ورفع أعلام سوداء عليها، أو تخريب المنشآت العامة للدول المضيفة، لأن مثل هذه التصرفات تخرج بالقضية الأساسية عن مسارها، وتحولها إلى متعرجات جديدة، فالرد الشعبي يجب أن يكون حضاريا يواجه الحجة بالحجة، بحيث يبرز المكانة السامية للإسلام وسماحته كدين عادل لا يبيح القتل والتخريب.

إن المطلوب من الدول العربية والإسلامية الرد العملي السريع بإنتاج أفلام وثائقية ضخمة عن السيرة النبوية الشريفة ورسالة الإسلام السمحة، بلغات عدة للرد على الافتراءات الغربية وتقديم صورة صحيحة عن حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وماقدمته الرسالة للبشرية من قيم وتعاليم.

ليس هناك مبرر أمام الأمة الإسلامية التي تضم أكثر من مليار و600 مليون نسمة إلا أن تنتج مثل هذه الأفلام، من أجل تقديم الصورة الحقيقية عن الإسلام في الغرب، فمن المهم أن يدرك الجميع أن توضيح الصورة الصحيحة للإسلام يجب أن يكون بطرق سلمية دون تخريب. وإن ردة الفعل تجاوزت تعاليم الإسلام التي تقر حماية الرسل حتى في أوقات الحرب.

إن الخيار المفضل الذي يدحض جميع افتراءات المسيئين للإسلام في الغرب هو تقديم الصورة الحقيقية عن الإسلام في الغرب، لأن في ذلك حجة قوية، لإقناعهم بعدم جدوى أفكارهم.

ثم إن علينا أن ننقل للغرب صورة تبين أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو رسول البشرية والمحبة والعدالة، الذي يجسد رمز التسامح والإيمان واحترام ديانات الآخرين وأنبيائها جميعا.

أوكرانيا برس

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

العلامات: 

التعليقات:

(التعليقات تعبر عن آراء كاتبيها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس")

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022