مؤتمر دولي حول تفاقم ظاهرة كراهية الإسلام في القرم جنوب أوكرانيا (صور)

مؤتمر دولي حول تفاقم ظاهرة كراهية الإسلام في القرم جنوب أوكرانيا
المؤتمر عقد حول ظاهرة كراهية الإسلام وتأثيرها على مستقبل القرم
نسخة للطباعة2012.03.14

وسط أجواء مشحونة عكست حجم التوتر الذي يسببه توسع ظاهرة كراهية الإسلام والاعتداء على المسلمين في إقليم شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا، عقد اليوم وأمس مؤتمر دولي في مدينة سيمفروبل عاصمة الإقليم حول الظاهرة وتأثيرها على مستقبل القرم الذي يعيش فيه نحو نصف مليون تتري مسلم.

نظم المؤتمر كل من اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" الذي يعتبر أكبر مؤسسة تعنى بشؤون المسلمين في أوكرانيا، والمركز القرمي للدراسات الإسلامية، وذلك بالتعاون والتنسيق مع منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، الأمر الذي عكس حجم الاهتمام بهذه الظاهرة "المتفاقمة" في القرم، بحسب بعض المشاركين.

وشارك بفعاليات المؤتمر علماء ونشطاء اجتماعيون وحقوقيون من أوكرانيا وروسيا وجروجيا وتركيا، وهي الدول المجاورة التي تشعر بالقلق من توسع رقعة انتشار هذه الظاهرة في القرم، أو تتهم بها.

وتعد الظاهرة تهديدا لفسيفساء المجتمع القرمي متعدد الأعراق والديانات، حيث يشكل الروس المسيحيون فيه نسبة تقدر بنحو 40 من إجمالي عدد سكانه البالغ 2.5 مليون نسمة، ويشكل الأوكرانيون المسيحيون نسبة 30%، بينما يشكل التتار المسلمون نسبة تقارب 20%، إضافة إلى وجود قوميات وديانات أخرى.

وقد تكررت مؤخرا حوادث الاعتداء على مقابر وممتلكات التتار هدما وكتابة وعبثا، وطالت الاعتداءات أطفال التتار في رياض الأطفال، حيث قام مجهولون بخطف عدد منهم ثم إعادتهم بهدف الإساءة والترهيب.

الأسباب

كشفت حدة النقاش عمق الأزمة وتشعب أسبابها، فاعتبرت البروفيسورة مارينا غورينكا المحامية والحقوقية أن أصل المشكلة هو عدم وجود قوانين أوكرانية تعالج الخلافات بين المواطنين على أسس دينية أو عرقية إذا كانت كذلك، الأمر الذي يسبب تفاقمها مع الأيام.

وربط مشاركون الأسباب بظهور وانتشار تيارات إسلامية تعادي الغرب، ومصطلحات تثير مخاوف غير المسلمين على المستقبل في القرم، كالإسلام السياسي، وشمولية الحياة الإسلامية، وإسلامية الدولة، في إشارة إلى أصوات تترية نادت بإعادة القرم ولاية إسلامية كما كان زمن الخلافة العثمانية.

ورأى معظمهم أن وسائل الإعلام الغربية ساهمت بعد أحداث 11 سبتمبر في أمريكا بتأجيج كراهية المسلمين عالميا، تماما كما أججتها وسائل الإعلام الأوكرانية والقرمية.

واعتبر أندريه مارتينكين أستاذ التاريخ بجامعة سيفاستوبل الروسية أن كراهية الإسلام في القرم غير مبررة، فهو لم يدخلها بحد السيف كما حدث مع دول أخرى، ولم تشهد المنطقة سابقا عداء على أساس ديني، على حد قوله.

اتهامات

وأجمع المشاركون على أن تقصير الحكومة الأوكرانية والقرمية وصل بالحال إلى ما هو عليه من سوء وخطورة، وانتقدوا بشدة اعتذار جميع الجهات الرسمية المعنية عن حضور المؤتمر في اللحظات الأخيرة.

واتهم بعض من حضر المؤتمر من التتار حكومة بلادهم بممارسة سياسية "الإهمال" لهم عمدا، هربا من إيجاد حلول عادلة لقضاياهم العالقة منذ عودتهم من بلاد المهجر بعد الاستقلال.

وقال عزت خيروف عضو تجمع حكماء التتار إن صبر التتار على واقعهم حال دون تفجر الأوضاع وتحول القرم إلى منطقة نزاع ساخنة، لكن هذا الصبر ينفذ، وخاصة بين أوساط الشباب الغاضب، على حد قوله.

واتهم البعض أيضا روسيا بدعم حركات روسية عنصرية متطرفة ضدهم، معتبرين أن ذلك يأتي ضمن سياسة تمارسها للاستحواذ التدريجي على القرم، من خلال توزيع الجنسية على ساكنيه ودعم المسيحية وانتشار اللغة.

ولفت سيران عريفوف المفكر الإسلامي إلى أن روسيا منعت كتبا إسلامية أساسية بحجة أنها تدعم الإرهاب، كرياض الصالحين وسيرة ابن هشام وحصن المسلم وغيرها، ولهذا تداعيات مباشرة على المسلمين ونظرة الغير لهم، يشعر بتبعاتها التتار في القرم حيث يعتبر الروس أكثرية نسبية.

وفي ذات السياق، أشار أسلانيدزي أبيسالوم ممثل الحكومة الجورجية إلى المؤتمر إلى أن جورجيا عانت أواسط العقد الماضي من ذات الظاهرة بتحريض من روسيا، وعالجتها بالإعلام والتوعية والتثقيف حفاظا على وحدة المجتمع ومسلميه البالغ عددهم نحو 500 ألفا.

نحو حلول

وعزما على مكافحة الظاهرة، قدم المشاركون اقتراحاتهم وتوصياتهم لرفعها إلى الجهات الحكومية المعنية ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي.

ومن أبرز ما قدموه كان إعداد وتنفيذ مناهج دراسية تعرف بالديانات لتعزز التفاهم والتعايش بين طلاب الإقليم على اختلاف أعمارهم، وبرامج حكومية لتوعية أتباع الديانات بخطورة الكراهية على وحدة المجتمع ومستقبله.

ودعت أولغا فريندلك رئيسة جمعية "معا والقانون" الحقوقية إلى العمل مع باقي الجمعيات المماثلة على رصد الانتهاكات بحق المسلمين وغيرهم، وحث الحكومة على سن قوانين تأخذ بعين الاعتبار الجوانب الدينية في معالجاتها.

أوكرانيا برس + الجزيرة نت

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

التعليقات:

(التعليقات تعبر عن آراء كاتبيها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس")

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022