لأن العالم لم يعترف بضم القرم إلى روسيا.. التتار يحجون كمواطنين روس من خارج الإقليم

لأن العالم لم يعترف بضم القرم إلى روسيا.. التتار يحجون كمواطنين روس
الحجاج الأوكرانيون يؤدون شعائر الحج (أرشيف)
نسخة للطباعة2014.10.04

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

لم تعترف معظم دول العالم بضم إقليم شبه جزيرة القرم إلى الأراضي الروسي أواسط شهر آذار/مارس الماضي، ومنها المملكة العربية السعودية، لكن ذلك لم يمنع 150 تتريا قرميا من السفر لأداء الحج كمواطنين روس.

وقد كشف عدد من الحجاج التتار لنا أنهم حصلوا على جوازات صدرت في إدارة الهجرة بمدينة كراسنادار الروسية، ما أوحى –على ما يبدو- لسفارة المملكة في موسكو أنهم مواطنون روس، وأصدرت لهم تأشيرات الحج على هذا الأساس، كما يقول بعضهم.

وكان التتار يتخوفون من عدم قدرتهم على السفر لأداء الحج، أو حتى لأغراض أخرى في دول أخرى، وذلك لأن معظم الدول لم تعترف بالقرم روسيا، وإتمام إجراءات التأشيرات بات صعبا في السفارة السعودية وغيرها من السفارات في العاصمة كييف.

آيدير أدجيمامديتوف نائب مفتي الإدارة الدينية لمسلمي القرم، قال إن هم التتار كان عدم الحرمان من أداء الحج هذا العام، بعيدا عن قضايا السياسة ومشاكل الاعتراف والإقامة الفعلية وأماكن صدور جوازات السفر.

تخفيض التكلفة

واللافت أيضا أن روسيا خفضت كلفة الحج على التتار، من أربعة آلاف دولار (كما هو الحال بالنسبة لحجاج روسيا) إلى ألفين وخمسمائة، ما زاد أعداد الحجاج عن العام الماضي بواقع 50 حاجا، بالإضافة إلى منح سفر مجاني قدمها لبعضهم رئيس الحكومة القرمية التابعة لروسيا سيرغي أكسيونوف.

أكسيونوف أشار إلى أن التخفيض جاء بناء على توجيهات من إدارة الرئاسة الروسية، وأكد أن حكومته ستتفاعل مع احتياجات تتار القرم المسلمين.

لكن رموزا دينية في أوكرانيا اعتبرت أن هذا التخفيض محاولة من روسيا لتغيير نظرة التتار، ومنهم سعيد إسماعيلوف مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمة"، الذي قال: "تريد روسيا ثني التتار عن موقفهم الرافض لضم القرم إليها، وإقناعم بأن الحياة فيها أفضل".

وأضاف: "قرار التخفيض جاء لأهداف سياسية، وكنت أتوقع –حقيقة- أن تكون رحلة الحج شبه مجانية بالنسبة للتتار، لأن جهود الروس خلال الشهور الماضية لم تفلح بتغيير موقف التتار".

الانتماء

وفي سياق آخر، أكد إسماعيلوف أن مشاعر حجاج أوكرانيا اختلطت هذا العام، فإلى جانب الفرح بأداء الشعيرة، لم تخل قلوبهم من حزن لغياب تتار القرم عنهم، على حد وصفه.

وقال الشيخ مسلم درويشوف ممثل الإدارة الدينية لمسلمي القرم في كييف، قال إن مصطلح "ماتيريك" (الأرض الأم) انتشر بين التتار بعد ضم القرم إلى روسيا، وهو يعني باقي أراضي أوكرانيا، واستخدام هذا المصطلح يثير غضب سلطات القرم والروس، على حد قوله.

وقال درويشوف: "لن يسلخ التتار عن انتمائهم، فقد جربوا أساليب التهجير والإقصاء والإغراء جميعها خلال العقود الماضية، ولكنهم بقوا على حبهم لأرضهم ودينهم، وسيبقون كذلك في مواجهة محنة "احتلال القرم" اليوم".

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022