لأسباب تاريخية.. الأحزاب الشيوعية في أوكرانيا تدعم الأسد

لأسباب تاريخية.. الأحزاب الشيوعية في أوكرانيا تدعم الأسد
من مشاركة سابقة لأعضاء وأنصار الحزب الشيوعي في تظاهرة دعم وتأييد للأسد أمام السفارة السورية
نسخة للطباعة2012.03.26

من اللافت للانتباه مشاركة العشرات من أنصار وأعضاء الأحزاب الشيوعية في التظاهرات والتجمعات المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد ونظامه في أوكرانيا منذ انطلاقة الثورة السورية قبل عام.

وكانت آلا أوليكساندروفسكا النائبة عن الحزب الشيوعي الأوكراني ورئيسة لجنة الصداقة الأوكرانية السورية في البرلمان الأوكراني قد ترأست مؤخرا وفدا زار العاصمة دمشق، والتقى الرئيس الأسد وعددا من كبار مسؤولي نظامه.

وأعلنت أوليكساندروفسكا من هناك دعم بلادها للإصلاحات التي يقودها الأسد، وعزمها نقل الصور الحقيقية لما يحدث في سوريا إلى مجتمعها دون تهويل أو تشويه كما تفعل معظم وسائل الإعلام، على حد وصفها.

ويربط الشيوعيون في أوكرانيا ما يحدث في سوريا بالحرب على الإرهاب كما يدعي النظام فيها، ومواجهة أمريكا والغرب (العدو التقليدي لهم سابقا وحاضرا)، وهو ربط يطابق موقفهم السابق من تعامل القذافي مع الثورة الليبية قبل أن تقضي عليه.

موقف شيوعي

ويطرح هذا التأييد الشيوعي القوي للأسد العديد من التساؤلات حول أسباب هذا الموقف وحجم تأثيره على الموقف الرسمي الأوكراني وتعبيره عنه.

وقال نائب عن حزب الوطن الديمقراطي المعارض، وطلب عدم الكشف عن اسمه، إن الشيوعيين يعيشون فراغا سياسيا لأن الشعب لم يعد يتقبلهم، حتى بعد 20 عاما من الاستقلال واستمرار الفوضى في البلاد.

وأوضح أنهم يدعون إلى إعادة النظام السوفيتي للبلاد، ويتفردون بدعم الديكتاتوريات القائمة على نهجه، وذلك "بالجلوس في المقعد الذي لا يجلس فيه أحد كسبا للأضواء"، على حد قوله.

وفي سياق متصل قال يفهين دوبرياك النائب عن حزب الوطن ورئيس مجموعة الصداقة الأوكرانية العربية ولجنة الأمن والعلاقات الدولية التابعة للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني، قال إن الموقف الشيوعي مرتبط بالعلاقات التاريخية التي استمرت لعقود في القرن الماضي إبان الحقبة السوفيتية مع النظام السوري.

وأكد دوبرياك أن الموقف الشيوعي لا يعبر بأي حال من الأحوال عن موقف أوكرانيا الرسمي، مشيرا إلى أن نواب الحزب يشكلون نسبة 6% من إجمالي عدد نواب البرلمان (27 من أصل 448)، وبالتالي فليس لمواقفهم تأثير يذكر على المواقف الرسمية للبلاد، داخليا وخارجيا.

وفي كلمة له أمام البرلمان، قال دوبرياك إن موقف الشيوعيين لا يعبر إلا عن موقفهم، لأن أوكرانيا والأوكرانيين لا يدعمون الطغاة والنظم الديكتاتورية، على حد قوله.

واستعرض دوبرياك في كلمته جانبا مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية في سوريا من خطورة وتدهور، وبعض مواقف ومبادرات جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة إزاء هذه الأوضاع.

موقف أوكرانيا

وعن موقف أوكرانيا إزاء ما يحدث في سوريا، أكد دوبرياك أنه لا يوجد حتى الآن موقف رسمي نهائي، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية الأوكرانية تعمل حاليا على صياغة موقف يبنى استنادا إلى تطورات الأوضاع فيها.

وتعليقا على ما نشرته وكالة الأنباء السورية "سانا" حول اعتبار أوكرانيا أن يحدث في سوريا شأن داخلي سوري، قال دوبرياك: "هذا ليس صحيح، في كل يوم يموت الكثير من الناس في سوريا، ولهذا فإن القضية ليست قضية سورية داخلية، بل هي قضية الدول العربية أولا، وهي قضية تقلق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أيضا".

يذكر أن العاصمة كييف وعدة مدن أوكرانية أخرى شهدت منذ انطلاقة الثورة السورية عدة تظاهرات وفعاليات مؤيدة ومناوئة للنظام السوري والرئيس بشار الأسد.

أوكرانيا برس + الجزيرة نت

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

العلامات: 

التعليقات:

(التعليقات تعبر عن آراء كاتبيها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس")

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022