في ظل الخلافات وقسوة الظروف.. هل يتكرر الفشل البرتقالي في أوكرانيا؟

من اليمين.. رئيس البرلمان غرويسمان، والرئيس بوروشينكو، ورئيس الوزراء ياتسينيوك
نسخة للطباعة2016.03.04

صفوان جولاقرئيس التحرير

ما أشبه يوم أوكرانيا بأمسها!، في ظل أزمة سياسية تعصف بسلطاتها الحالية، كتلك التي عصف بسلطات ثورتها البرتقالية قبل عقد، وأفشلتها لاحقا.

حكومة رئيس الوزراء أرسيني ياتسنيوك مطالبة بالاستقالة من قبل الرئيس بيترو بوروشينكو، ومهددة بالعجز أمام انهيار الائتلاف البرلماني الحاكم.

ياتسينيوك يتهم بوروشينكو بتقويض عمليات الإصلاح، ويطالب بانتخابات برلمانية مبكرة، الأمر الذي يرفضه الرئيس، ويؤكد أنه لن يسمح بإجراء انتخابات، لأنها "لن تأتي ببرلماني أفضل" على حد تعبيره.

وهنا يحدد رئيس البرلمان ثلاث حلول للأزمة، فإما استقالة الحكومة، أو تغيير جذري في مكوناتها الوزارية، أو إجراء انتخابات برلمانية مبكرة؛ لكنها حلول تقابل برفض بوروشينكو وياتسنيوك معا، وسط سخط دول الغرب على سلطات دعمها.

واقع يذكر بخلافات زعيم الثورة البرتقالية فيكتور يوتشينكو مع نصيرته الأولى يوليا تيموشينكو، وانتخابات برلمانية مبكرة عدة، جعلت من غريمه فيكتور يانوكوفيتش رئيسا للوزراء عوضا عن تيموشينكو، وأوصلته إلى كرسي الرئاسة في نهاية حكم برتقالي "فاشل"، بحسب معظم المحللين.

تشابه الظروف

والأزمة السياسية في أوكرانيا لا تشابه أزمة الحكم البرتقالي بطبيعتها فقط، بل كذلك بالظروف المحيطة بها أيضا، ولعل ظروف اليوم أقسى على البلاد من ظروف الأمس بكثير، كما يرى مراقبون.

أندريه بوزاروف خبير علاقات دولية، حدثنا عن هذه الظروف فقال: بالإضافة إلى الأزمة السياسية، ثمة أزمة اقتصادية خانقة تمر بها البلاد، وهي أشد عليها من الأزمة المالية العالمية التي مر بها الحكم البرتقالي 2005-2010.

وتابع: "أوكرانيا الآن في حرب عسكرية لم تنتهي مع روسيا والانفصاليين الموالين لها في الشرق، وفي موقف لا تحسد عليه أمام الغرب الداعم لها، الذي عبر مرارا عن امتعاضه من الخلافات داخل السلطات، ومن بطئ الإصلاحات التي يريدها كشرط لتقارب أوكرانيا منه".

نتيجة أسوأ

وفي ظل ما سبق، يتوقع ساسة ومحللون أن تنتهي طموحات الموالين للغرب من حيث بدأت، كما انتهت طموحات البرتقاليين سابقا، ويحذرون من نتيجة قد تكون "أسوأ وأخطر على البلاد".

أول رئيس لأوكرانيا بعد الاستقلال ليونيد كرافتشوك، حذر من أن الأزمة السياسية الحالية يمكن أن تنتهي بشكل سيء للغاية، وقد تؤدي إلى ثورة جديدة وصفها بـ"الثورة الأخيرة القاضية".

وفي سياق متصل، قال بوزاروف إن الشعب ساخط من تكرار تغليب المصالح الخاصة على العامة في أوكرانيا، ومن حجم الفساد داخل البرلمان والحكومة وغيرهما من مؤسسات الدولة.

ولفت أيضا إلى أن روسيا والانفصاليين سيستغلون هذه الخلافات لصالحهم، بصورة لا يمكن تصورها الآن، لكنها ستزيد سخط الشعب ضد السلطات، وهذا سيؤدي إلى سطوع نجم الموالين لروسيا مجددا كمخلصين، ولو بعد حين.

لكن بوزارف استبعد أن يرفع الغرب يد الدعم عن أوكرانيا كما فعل معها زمن الحكم البرتقالي، معتبرا أن التغيرات الجيوسياسية تجعل من أوكرانيا ورقة ضغط قوية ضد روسيا، وخاصة بالنسبة للولايات المتحد الأمريكية.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022