غضب في أوكرانيا بسبب مقتل محامية مدافعة عن حقوق الإنسان

نسخة للطباعة2018.01.03

أدت جريمة قتل محامية ساهمت في إدانة قاتل شقيقتها الذي لديه صلات بأشخاص نافذين، إلى غضب شعبي في أوكرانيا يوم (الثلاثاء) ودفعت وزير الخارجية بافلو كليمكين إلى اعتبار الجريمة بمثابة «تحد للدولة».

وعملت المحامية والناشطة الحقوقية ايرينا نوزدروفسكا على مدى سنتين في الدعوى ضد دميترو روسوشانسكي، وهو ابن شقيق قاض في كييف، كان دين بالقيادة تحت تأثير المخدرات والتسبب بحادث سير في أيلول (سبتمبر) 2015 أدى إلى مقتل شقيقة المحامية.

وحكم على روسوشانسكي بالحبس في حزيران (يونيو) 2017، إلا أنه طعن مباشرة في الحكم الصادر بحقه.

واعتبرت القضية بمثابة اختبار لقدرة النظام القضائي في أوكرانيا على إجراء محاكمة عادلة لمن لديهم صلات بأشخاص من ذوي المناصب الرفيعة في السلطة والذين لم يكن ممكناً المساس بهم قبل الثورة المؤيدة للاتحاد الأوروبي.

وأعلنت جمعية خاركيف لحماية حقوق الإنسان في بيان أن نوزدروفسكا «نجحت في أن تبين للمحكمة وجود ما يكفي من الأدلة إلى أن روسوشانسكي كان تحت تأثير المخدرات عندما تسبب في الحادث».

وحكم على روسوشانسكي في حزيران (يونيو) بالحبس سبع سنوات.

وقالت جمعية «خاركيف» أن نوزدروفسكا (38 عاماً) تلقت الكثير من التهديدات خلال المحاكمة «من روسوشانسكي نفسه ومن أصدقائه».

وردت محكمة كييف طلب الاستئناف الذي تقدم به روسوشانسكي الأربعاء الماضي وأمرت بابقائه في التوقيف الاحتياطي 60 يوماً إضافياً ومتابعة جلسات الاستماع في القضية.

وقالت شرطة كييف انها تبلغت اختفاء نوزدروفسكا (38 عاماً ولديها ابنة) الجمعة، وتم العثور على جثتها الاثنين. وذكرت المجموعة الحقوقية أنه «عُثر على جثة ايرينا نوزدروفسكا في نهر في محافظة فيشهورود قرب كييف».

وكتب النائب الأوكراني مصطفى نعيم الذي لعب دوراً قياديا في تظاهرات 2014 التي أخرجت اوكرانيا من الفلك الروسي، على «فيسبوك»، أن والد روسوشانسكي «هدد ايرينا خلال جلسة الاستماع (الجمعة) وقال لها لن ينتهي الأمر على نحو جيد بالنسبة إليك».

ونفى قائد شرطة كييف دميترو تسينوف تلقيه أي تقارير من نوزدروفسكا بتعرضها للترهيب أو أي شكاوى أخرى منها.

وتظاهر أكثر من مئة شخص أمام مركز شرطة كييف هاتفين «عار»، ومطالبين بتحقيق نزيه ومحايد في مقتل نوزدروفسكا.

من جهته شدد وزير الخارجية الأوكراني على الأهمية الوطنية التي اكتسبتها هذه القضية، معتبراً أن الأمر «يشكل تحدياً أمام الدولة». وقال الوزير كليمكين: «إنه اختبار لقدرة مجتمعنا على حماية الناشطات وتأمين العدالة للجميع».

وتعرضت اوكرانيا، الجمهورية السوفياتية السابقة، إلى انتقادات متزايدة من قبل حلفائها الغربيين لفشلها في إصلاح المؤسسات الذي وعدت به الطبقة الجديدة من الزعماء الذين حلوا محل القيادة المدعومة من روسيا قبل أربع سنوات.

ويعتبر ديبلوماسيون وخبراء في الاقتصاد أن النظام القضائي الأوكراني يشكل أحد أكبر المعوقات أمام الاستثمارات الأجنبية في البلاد وثقة السكان بالسلطات.

وأصدرت السفارة الاميركية في كييف بياناً شديد اللهجة اليوم اعربت فيه عن صدمتها وحزنها لمقتل المحامية والناشطة الحقوقية.

وأعلنت شرطة كييف أنها استجوبت 50 شخصاً وأنها تشتبه في أن جريمة قتل نوزدروفسكا على صلة بعملها في قضية روسوشانسكي.

ونقلت وكالة أنباء «انترفاكس-اوكرانيا» عن الناطق باسم الشرطة ميكولا جوكوفيتش قوله: «تأكد لنا أن هذه الجريمة حصلت بسبب المحاكمة الأخيرة التي أدت دوراً كبيراً». لكن جوكوفيتش لم «يستبعد وجود دوافع أخرى».

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

الإعلام المحلي - AFP

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022