غازي كراي الثاني.. الخان القرمي الذي احتل موسكو

غازي كراي الثاني.. الخان القرمي الذي احتل موسكو
صورة للخان غازي كراي الثاني في إحدى كتب التاريخ
نسخة للطباعة2013.07.16

كتبها : د. أمين القاسم - القرم

حكمت أسرة الحاج كراي منطقة القرم وما جاورها من أراضي روسيا وأوكرانيا مدة تزيد على ثلاثة قرون، وبالتحديد في الفترة ما بين 1441 - 1783م، وتوالى على حكم البلاد حوالي خمسين خانا سنتحدث في هذه المقالة عن أحد أشهرهم وأقواهم، وهو غازي كراي بن الخان دولت كراي الأول بن مبارك كراي بن الخان منكلي كراي الأول بن الخان حاجي كراي مؤسس الخانية القرمية عام 1441م.

ولد غازي كراي الثاني عام 1551م، وقد حكم بلاد القرم وماجاورها من بلاد شمال البحر الأسود من عام 1588 إلى العام 1607م، وذلك بعد وفاة أخيه إسلام كراي الثاني.

في بداية حكمه كان على علاقة صلح مع الجارة الشمالية روسيا القيصرية وحاكمها فيودر إيوانفيتش (1557-1598م).

زار الخان غازي الثاني إسطنبول حاضرة الدولة العثمانية في عام 1596م ، والتقى سلطانها محمد الثالث، وخلال هذه الزيارة انقلب عليه أخوه فاتح كراي الثاني واستولى على الحكم، ولكن الخان غازي كراي استعاد الأمر واستطاع قتل أخيه و8 من أولاده.

أهم محطات حكمه

في عام 1591م توجه بجيش كبير إلى موسكو عاصمة القيصرية الروسية، وذلك بالتعاون مع قبائل النوغاي التترية، واجتاح مناطق واسعة في روسيا ودخل مدينة موسكو، ولكنه نتيجة خسارته لعدة معارك في الإمبراطورية الروسية الواسعة اضطر للعودة إلى القرم، ولكنه عقد صلحا جديدا مع القيصر فيودرعام 1594م، دفع القيصر بموجبه للخان عشرة آلاف روبل، والكثير من الهدايا الثمينة.

وقد غزى الخان غازي كراي الثاني ملدافيا بأمر من السلطان مراد الثالث، وغزى مناطق جنوب رومانيا وهنغاريا والمجر.

وكان على علاقة مميزة مع السلطان العثماني وذلك لدوره الكبير في انقاذ الجيش العثماني في أكثر من واقعة وخاصة في مناطق هنغاريا.

وقد عاصر ثلاثة سلاطين عثمانيين هم: السلطان مراد الثالث (حكم من عام 1574 - 1595م) ثم ابنه السلطان محمد الثالث (حكم من عام 1595 - 1603م) ثم ابنه السلطان العثماني أحمد الأول (حكم من عام 1603 - 1617م).

وعرف عن الخان غازي كراي الثاني أنه كان شاعرا وأديبا وموسيقيا وكان محبا للعلماء والفن، ويعتبر من الأدباء الكبار في عهد الخانية القرمية وأحد رواد الحضارة في القرم في القرن السابع عشر، وكان يتقن اللغة التركية والفارسية والعربية، وقد ترجمت أعماله الأدبية إلى اللغة الأوكرانية والألمانية.

أطلق عليه المؤرخون العاصفة، لكثرة معاركه وتحركاته.

توفي رحمه الله عام 1607م بوباء الطاعون، ودفن في مدينة بغجه سراي، بعد أن حكم 19 سنة، وخلفه في حكم خانية القرم وماجاورها، خلفه ابنه طوقتامش كراي.

وتعتبر هذه المرحلة من تاريخ خانية القرم من المراحل الذهبية علميا وسياسيا، تركت أثرها الإيجابي في حضارة المسلمين في القرم، كما وجعلت الحكام الروس دائمي الحذر والتوجس من تتار القرم وقوتهم، وكانوا يسعون دائما لوضع الخطط والقيام بالمناوشات والمعارك العسكرية من أجل السيطرة على القرم وما حولها، ليتمكنوا من احتلالها أخيرا عام 1783م، وليبدأ فصل جديد من معاناة مسلمي تتار القرم.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس

العلامات: 

التعليقات:

(التعليقات تعبر عن آراء كاتبيها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس")

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022